#مجلة_بحرُنا 3 | Page 44

سمك البلطي في عمان
بحرنا ملف العدد
سمك البلطي في عمان
« تسمين » الأسماك بداخل أحواض خاصة بحيث يمكن للحوض الواحد أن يستوعب أكثر من ‎50‎ ألف سمكة بلطي ، وتتكون أحواض المزرعة من قرابة ‎31‎ حوضا أسمنتيا و‎9‎ أحواض من الفايبر جلاس وجميعها وزعت وصممت لاستيعاب مختلف المراحل الخاصة بتربية وإنتاج الأسماك .
ويرفض مالك المشروع عيسى السلطاني الأقوال التي ترى بأن عملية الاستزراع من شأنها أن تؤثر على عملية الاصطياد في البحر فهو يصف عملية الاستزراع بأنها واحدة من أفضل طرق تطوير إنتاج الأسماك في العالم الذي تقوم به مختلف الدول المتقدمة فعلاوة على التأكد من سلامة الأسماك المنتجة تصبح الأسماك في متناول الأيدي في ظروف مثالية وآمنة ، مشيرًا إلى أن هناك تحديات واسعة في استخراج السمك من البحر فعلاوة على تنازع مواقع ارتياد الصيد في الكثير من الحالات بين عدة دول فقد شهد القطاع البحري الكثير من التجريف واستنزاف منتجات البحار بالإضافة إلى أن الأنواء المناخية التي تستمر لأيام بما يعيق عملية صيد السمك لكن تواجد الأسماك بداخل أحواض استزراعية يوفر الأسماك لجمهور المستهلكين بأقل الإمكانيات وبأقصر الطرق وفي أفضل الظروف الإنتاجية . كما تعتبر مخلفات مياه الأسماك مادة جيدة لزراعة الأرض حيث تنوب عن دور « السماد « ويتم الاستعانة بها لتطوير المنتوجات الزراعية وتغذية الأراضي الزراعية .
تحديات وعوائق
ونحن نتجول في جوانب مزرعة إنتاج سمك البلطي بولاية منح كان لنا حديث مع صاحب المشروع ليحدثنا عن التحديات الشخصية التي يواجهها والعوائق اليومية التي تعترض مسيرته فأجاب بكل ترحاب قائلاً‏ : إن أبرز هذه التحديات تتعلق بتوفير الغذاء اللازم للأسماك في مراحل تربيتها المتعددة ، منوها أن الغذاء يستورد بكميات تجارية من خارج السلطنة بسعر مُكلف ولايتوافر في السلطنة موجهًا دعوته
لرجال الأعمال والمستثمرين التوجه للاستثمار في هذا الجانب ، خصوصًا بعد تزايد أعداد مشاريع الاستزراع السمكي في السلطنة ، ومن ضمن التحديات يضيف في حديثه حاجة المشروع إلى متابعة وإشراف طيلة ال‎24‎ ساعة فاذا غفوت لوهلة واحدة من الممكن أن تخسر كمية الأسماك المتواجدة في الحضانات على سبيل المثال ، مؤكدًا أن انقطاع الكهرباء لثوانٍ‏ فقط عن المفرخ الرئيسي بوسعه أن يحدث هذه الخسارة لذلك فقد تم ربط المفرخ بمحول كهربائي يعمل بصورة أوتوماتيكية في حال انقطاع الكهرباء على نحو مفاجيء .
يتذكر السلطاني عندما واجهت مزرعته الظروف المناخية لإعصار ( فيت ) حينها خسر كمية كاملة من بيض صغار الأسماك والمقدر أعدادها بأكثر من نصف مليون زريعة ، وهي أكبر خسارة حدثت منذ تأسيس مفرخ الأسماك ، ووفق خبرته يحتاج مشروع الاستزراع لمتابعة دقيقة لكل من :

استخراج البيض عملية دقيقة غير قابلة للخطأ

مزارع الاسماك طريقة آمنة ومثالية للحصول على الغذاء في الأنواء المناخية

درجة الحرارة ودرجة ملوحة المياه وتوقيت التغذية والمتابعة الجيدة لمواعيد تقديم الغذاء لأمهات الأسماك وكلها تفاصيل يقود إهمالها إلى خسارة كبيرة تؤثر على عملية الإنتاج بصورة كاملة .
وبالرغم من استدعاء الذاكرة لكل هذه العوائق فإن السلطاني يتذكر بمزيد من التقدير والامتنان الدور النموذجي الذي تقوم به وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلاً‏ بمركز الاستزراع السمكي في توفير كافة الظروف المثالية والملائمة لنجاح المشروع واستمراره باعتباره المشروع ، الذي يقود إلى تاسيس مرحلة جديدة ومزدهره من مراحل الاستزراع السمكي المليئة بالتطلعات والأهداف في السلطنة مؤكدًا بأنه لولا هذه المتابعة والتشجيع المباشر من قبل المعنيين والجهات المختصة لما كان ليحالفه الحظ في المضي قدما لتفريخ أسماك البلطي بكميات تجارية .
مزرعة مفتوحة للزيارة
في بوابة المزرعة الخاصة بإنتاج أسماك البلطي وضعت لافتة دوّن عليها توقيت الساعات المناسبة للزائرين من الأهالي القادمين من ولاية منح أو الولايات والمدن المجاورة بالإضافة إلى الوفود الزائرة من المدارس والهيئات التعليمية من العاصمة مسقط ، ويسعى الكثير من الزوار للتعرف على هذا الصرح الإنتاجي الأول من نوعه والذي يمثل دافعًا لمواصلة العطاء على صعيد إنتاج وتربية الأسماك في السلطنة ، ويعتبر مالك المشروع أن فتح أبواب المزرعة للزيارة أمام طلبة المدارس والجامعات ، يعد بمثابة واجب وطني للتعريف عن قرب بطبيعة وأداء العمل كي يستفيد الشباب العماني من عرض التجربة القابلة للانتشار وبما يحقق غاية تطوير القطاع السمكي كما يعبر عن استعداده للوقوف بالاستشارة وتقديم المساعدة للشباب العماني الباحث عن عمل ودفعه للعمل في مجال الاستزراع الذي يعد أحد أهم الوسائل الحديثه لتطوير القطاع السمكي والاعتناء به في العصر الحديث .
بحرنا يناير مارس ‎2017‎ ‎44‎