بحرنا حديث البحر
الشركة الوطني ّة للعب ّارات في خدمة السياحة
بعد وصول عدد السياح في السلطنة إلى أكثر من مليوني سائح أصبح لا بد من إيجاد وسائل ترفية ونقل مختلفة برية وبحرية وجوية توفرها الدولة لتنويع الخدمات وتحقيق الجودة فيها ، ولإيجاد خيارات متعددة لدى السائح العُماني والأجنبي كذلك ، فبعضهم يرغب في تجربة وسائل نقل جديدة إلى مدن ومحافظات السلطنة المترامية الأطراف أو إلى الدول المجاورة . من هنا ومن هذه الأهمية القصوى لتنويع وسائل النقل أمام السائح ولاسيما البحرية منها ، شرعت الشركة الوطنية للعبارات في تقديم منتجات وباقات سياحية مثيرة ومثرية في الوقت ذاته ، تمثلت في نقل الركاب إلى مناطق لم نكن نصل إليها من قبل إلا عبر الطائرة وبشكل محدود كجزيرة قشم على سبيل المثال أو خصب . وقد نجحت الشركة في تطوير المسارات البحرية وإضافة مدن أخرى جديدة بالفعل ، فبعد المسارات المحلية : مسقط- شناص ، وخصب-ليما-وشناص-خصب ، وشنة- مصيرة ، وشناص-دبا ، اتجهت إلى التوسع والإضافة النوعية من خلال إضافة وجهات جديدة مهمة للسائح ، خارج السلطنة كالرحلات الأسبوعية إلى جزيرة قشم
ومدينة بندر عباس ، وخط مسقط-شهبار . ومما يذكر في هذا الصدد ، أنه جاء إلينا زائر من إحدى دول الخليج العربي ، ربما لم يرَ من عُمان إلا مسقط ، فتشوّق إلى رؤية مناطق جديدة بالسلطنة ، فما كان الاختيار من جهتنا إلا الذهاب إلى جزيرة مصيرة وذلك لسبب رئيسي هو متعة الرحلة بين شنة وجزيرة مصيرة على إحدى العبارتين : شنّة أو مصيرة ، فلولا وجود هاتين العبارتين لكان من الصعب أن نفكر في ذلك حتى مجرد تفكير بسبب صعوبة وسائل النقل البحرية التلقيدية الموجودة من قبل وانعدام سبل الراحة والترفية فيها ، ركبنا العبارة « شنة » وكان ذلك في شهر أغسطس في حرارة الصيف ، لكن الجو هنا مختلف تمامًا حيث لا
تتجاوز معدلات الحرارة 30 درجة فقط ، فخرجنا إلى المقصورة المفتوحة في أعلى العبّارة في جو رائع تستقبلك فيه الرياح الموسمية الباردة القادمة من المحيط الهندي المحملة بالرذاذ والرطوبة ، بهر زائرنا هذه المرة بروعة المنظر من على مقصورة العبارة شنة ورومانسية الجو حيث نرى النوارس والطيور البحرية تطير من جهة إلى أخرى ونرى أسراب السردين تتحرك بسرعة وفي جماعات هربًا من الأسماك الأخرى ، ونرى من بعيد ملامح وجه الجزيرة الحالمة في وسط المحيط والضباب ... ساعة واحدة مليئة ببهاء البحر وجمال الشواطئ والخلجان ، يالها من رحلة لاتفوّت مع الشركة الوطنية للعبّارات !
45
بحرنا يناير مارس 2017