املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد 62 ـ العدد 15
تنمية وترس�يخ حالة الشعور واإلحساس باملسؤولية واملواطنة السليمة املتكيفة مع نظم
وقي�م املجتم�ع عند الفرد، أما عدم العمل «التعطل» فإنه يؤدي إىل تنامي ورس�وخ روح
الرفض والعدوانية جتاهه املجتمع ومؤسساته.
هلذا تؤثر البطالة عىل مدى إيامن وقناعة األفراد العاطلني عن العمل برشعية االمتثال
لألنظم�ة واملبادئ والقواعد الس�لوكية املألوفة واملرعية يف املجتمع مما يؤدي إىل إجياد فئة
من املجتمع تشعر باحلرية يف االنحراف وانتهاك األنظمة املنظمة للمجتمع والدولة.
وقد دلت نتائج حتليل البيانات عىل أن انخفاض مستوى التأهيل العلمي يربز كأحد
األسباب الرئيسية حلالة التعطل عند عينة الدراسة، حيث بلغت نسبة من حيملون مؤهل
الثانوية العامة فأقل (86%) من جمموع العينة. لذا يمكن اعتبار حالة التعطل نتيجة لتدين
مستوى التأهيل التعليمي، وتتسق هذه النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة والتي أبرزت
نوع ًا من العالقة بني حالة التعطل وانخفاض مستوى التأهيل العلمي.
كام أش�ارت نتائج الدراس�ة إىل أن غالبية عينة البحث ذات ختصص نظري، حيث
بلغت نسبتهم (3.46%) من جمموع أفراد العينة، أما ذوو التخصصات التطبيقية والعلمية
فإن نسبتهم ال تتجاوز (7.53%).
وبالنظر إىل انخفاض املستوى التعليمي وشيوع التخصص النظري لدى غالبية عينة
ُ
الدراس�ة، يمك�ن أن يأخذ ويس�تدل بذلك كعامل رئييس للحد م�ن فرص العمل وعدم
تنوعها أمام عينة الدراسة وبالتايل تعطلها، خاصة مع بروز امليزة التنافسية (التأهيل، نوع
التأهيل والتدريب) للقوى العاملة يف الوقت الراهن كمتطلب رئييس للتشغيل والتوظيف.
كما أش�ارت نتائج التحلي�ل الوصفي املتعلق�ة بااللتحاق ب�دورات تدريبية إىل أن
معظم أفراد العينة قد تلقوا تدريبا سابقا، حيث بلغت نسبة من التحقوا بدورات تدريبية
(1.36%) من جمموع أفراد العينة. إضافة إىل أن النتائج تشري إىل أن معظم عينة الدراسة