البطالة واآلثار النفسية
وحي�ث إن قابلية الناس للش�عور واإلحس�اس باألمل ترتفع يف ح�ال عدم عملهم
واعتبار البطالة املصدر الرئيس لعدم السعادة والرضا عندهم (8281:7991 ,.)Oswald
لذا تتمثل مشكلة هذه الدراسة يف حتديد وتقييم تأثري حالة التعطل عىل مستوى التوافق
االجتامع�ي ل�دى عينة من العاطلين عن العمل يف جمتمع اململكة العربية الس�عودية من
جانب، وحتليل العوامل واألسباب املرتبطة بحالة التعطل (البطالة) من جانب آخر.
أمهية الدراسة
يع�د ح�ق العم�ل مطلب�ا أساس�يا جلميع أف�راد املجتم�ع، حيث نج�د أن األنظمة
والترشيعات الدولية قد التزمت بالنص عىل رضورة وأمهية توفري العمل الالئق واملناسب
للف�رد. ل�ذا نص اإلعالن العاملي حلقوق اإلنس�ان يف البند 32 فقرة1 عىل: « حق العمل
لكل إنسان وحرية اختياره... وحق احلامية من التعطل» (451:9791,.)Pollis & Schwab
كام أن أمهية العمل من منظور االجتامع الس�يايس ( )Sociopoliticalتأيت من حيث
إن�ه يلعب دور ًا أساس�يا يف تعزيز روابط االنتامء وااللت�زام االجتامعي املتبادل بني الفرد
واملجتمع ( ،)Social Bondمما يولد درجة عالية من اإلحساس والشعور باملسؤولية لدى
الفرد جتاه نفسه واملجتمع معا. إذ أن تنامي ورسوخ حالة الشعور واإلحساس باملسؤولية
عند الفرد تعمل عىل احلد من دافعية واستعداد الفرد لالنحراف والتي تتمثل عادة بالرفض
والعدوانية جتاه املجتمع ومؤسساته.
وبما أن حمدودي�ة فرص العمل وع�دم تنوعها تؤدي إىل ظهور حال�ة التعطل عند
األف�راد الباحثين عن�ه، لذا نج�د أن البطالة تعد مش�كلة عىل مس�توى اململك�ة العربية
الس�عودية والعامل العريب كذلك. حيث أش�ارت السياس�ة العامة لوزارة العمل باململكة
العربية السعودية إىل «أن مشكلة البطالة بني السعوديني متثل حتديا خطريا ال يمكن التعامل
معه باملهدئات واملسكنات واإلجراءات الرمزية»(جريدة الرياض، 32/11/6002م،
العدد 85561: 7).
أما فيام يتعلق بالعامل العريب فقد أشار رئيس جملس األعامل العريب إىل أن البطالة تعد
أخطر مش�كلة يواجهها العامل العريب يف الس�نوات املقبلة، حيث أوضح أن نس�بة البطالة
541