Test Drive fgdtrete | Página 2

‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد 62 ـ العدد 15‬ ‫هذا إضافة إىل أن مركز امللك عبدالعزيز للحوار الوطني قد عنى واهتم بموضوع‬ ‫ومش�كلة البطالة باململكة العربية الس�عودية وذلك من خالل العديد من لقاءات احلوار‬ ‫والنق�اش الفك�ري التي يتبناها ويعقدها املركز. كام أننا نجد ظهور عدد من الدراس�ات‬ ‫والبح�وث األكاديمية املنش�ورة الت�ي تتناول قضية البطالة بصف�ة عامة من حيث حتليل‬ ‫آثارها املجتمعية.‬ ‫وجتدر اإلشارة إىل أن بروز االهتامم بحالة التعطل عند األفراد وتأثريها عىل املجتمع‬ ‫من حيث الدراسة والتحليل واملعاجلة وفقا لألساليب املنهجية يف حقل العلوم االجتامعية‬ ‫واالقتصادية والسياس�ية ليس بحديث، فقد بدأ منذ القرن التاس�ع عرش، وذلك عندما‬ ‫عم�د جاه�ودا وآخ�رون .‪1933( Jahoda et al‬م) إىل وصف اآلث�ار املدمرة للبطالة يف‬ ‫إحدى مدن النمس�ا، وتزامنت هذه الدراس�ة مع حالة الركود االقتصادي التي عاش�تها‬ ‫دول أوروبا بشكل عام خالل عام 0391م.‬ ‫كام نجد مثل هذا االهتامم يف إبراز أمهية العمل والبحث عنه وتوفريه كمبدأ اجتامعي‬ ‫قد وجد يف احلقب الزمنية املتقدمة، فمن املنظور اإلسلامي ووفقا لألس�اليب واملفاهيم‬ ‫الس�ائدة ذلك الوقت، ورد عن أيب هريرة أن رس�ول اهلل < قال: ليس املس�كني الذي‬ ‫ترده األكلة واألكلتان والتمرة والتمرتان، قالوا فام املس�كني يا رس�ول اهلل قال: الذي ال‬ ‫جيد غنى وال يعلم الناس حاجته فيتصدق عليه(سنن النسائي). ويمكن النظر إىل مفهوم‬ ‫املس�كني ال�وارد يف احلديث وفقا لالصطالح املع�ارص بأنه «العاطل» الذي ال جيد عمال‬ ‫يكسب منه قوته وقوت عياله(اجلابري، 642:م7991 م).‬ ‫مشكلة الدراسة‬ ‫إن دراسة البطالة وحتليل أسباهبا واآلثار املرتتبة عليها أمر تسعى وهتدف إليه الكثري‬ ‫من الدول واملنظامت يف الوقت الراهن، ولقد تولد ونام هذا االهتامم وبشكل كبري سواء‬ ‫كان عيل مستوى الدول (حمليا) أو عىل مستوى املنظامت واهليئات الدولية (عامليا) وذلك‬ ‫بس�ب اإليامن بالواقع واآلثار املدمرة للبطالة عىل مس�توى الفرد واملجتمع والدولة. إذ‬ ‫ترتبط قضية البطالة بشكل رئييس باجلوانب الرئيسية للبناء االجتامعي للمجتمع والدولة،‬ ‫واملتمثل باجلوانب: األمنية، االجتامعية، االقتصادية والصحية(البكر، 2241هـ).‬ ‫441‬