ReMed 2019 Urgences ReMed Magazine Numéro 7-8 (6) | Page 57
الحكم. في وتسرعت األحداث استبقت
تزور فرنسية أنها فتبيّن المشروبات، بعض علينا لتوزع الطيران مضيفة ت مر
حين جمعنا حديث خالل من األولى، أما
سنة عشرة لخمس هناك وعاشت «كييف» في لدت و ُ أوكرانية، وأم جزائري أب فمن الثانية، ا م ّ وأ القبائل. بالد في أصدقاءها بعض
ومرارة: حسرة ل ّ بك هناك أيامها آخر عن حدّثتني كاملة،
غرباتشوف... وقّع حتّى يرام، ما على كان شيء كل كييف، في سعيدين كنّا لقد
-
السوفياتي؟ اإلتحاد انقسم حتى تقصدين
-
كييف، في العيش اآلمن من يعُد لم عقب، على رأسا األمور وانقلبت اإلتحاد، انقسام بعد البالد في عارمة فوضى ت م ّ ع فقد نعم، -
علينا أأمن كانت التسعينات جزائر الجزائر. في للعيش لننتقل حان قد الوقت أن والدي ر فقر
أحدا، ترحم لم مكان كل في العصابات
حينها. كييف من
البالد. صحراء في «بسكرة» في لمنزلها لتذهب أوكرانيا، في والديها زيارة من عائدة أنها أخبرتني
الفرنسية. المرأة سألتها والديك؟ مع كييف في للعيش تعودي لم م َ ل ِ
-
شيء لك. ره س
-
أف أن يُمكنني وال عروقي في يسري األمر بلدي، عن أرحل أن المحال من لكن غريبا، لك
ه ِ سأقول ما يبدو قد
هناك؟ طبيبتهم يجدوا ولم لعيادتي جاءوا إذا المرضى سيصنع وكيف صغار، وأبناء عائلة اليوم لدي األرض. تلك نحو يجذبني ما
مبتسمة. قالت
قلبها اختار حين عفويّا كان شيء كل وبأن ديانتها، اختيار عليها تفرض لم أنها غير أورثذكسية، والدتها كون من بالرغم أنه قالت
إال عنها تسمع لم حياتها، من كاملة سنة عشرة ولخمس فيها، تولد لم بأرض وولعها حبّها كالمها، في أذهلني ما أبرز لكن اإلسالم.
«كييف». برودة حساب على وأبناءها، زوجها رفقة رمضائها في العيش اليوم وفضّلت والدها. من والحكايات القصص
إحترمي بسيطة، القاعدة طيّبون، أناس لكنهم حافظ، م ُ هناك المجتمع بسكرة، أفضّل لكنني صحيح، هذا جميلة كييف منّي، إسمعي -
الجزائر. صحراء في العيش عن سألتها التي الفرنسية المرأة تساؤل على ردّت هكذا فيحترمك. محافظا المجتمع كون
وترعرع كبر التي لألرض بالفطرة محبّا الفرد بكون ذلك ر س
أف وكنت ما، ألرض اإلنسان حُبّ وراء السر عن نفسي سألت لطالما
لكنه أوكراني، أصله خالياه في والميتوكوندري جيناته نصف بلدي، في طفولته من يوم وال يعش لم بإنسان ألتقي ذا أنا فها فيها،
لها. أبناءها جميع كحبّ تماما يحبها
والعرض، الطول خطوط تقاطع عند السماء في كنت فقد والمكان، للزمان بالنسبة موقعي تحديد أستطع لم اللحظة تلك في
قريبا كنت ربما والسماء، البحر بين ما مكان في أطير كنت التاسعة. إلى يشير الجزائر وفي العاشرة، إلى يشير باريس في الوقت
العالم من إفريقيا، إلى أوروبا من تّجها م ُ كنت أنني أعلم ما كل سطحها. من قربي من أكثر الفضاء ومن الجوي األرض غالف من
النفس ذو اإلنسان لعل العالم، هذا في الجمال مصدر عن حينها تساءلت بعده. رابع ال الذي الثالث العالم إلى قبله، عالم ال الذي األول
بين المشي سيريحه يوم، كل النخل تمور بتذوق سيسعد إفريقيا. صحاري في وضعته لو حتى شيء كل في الجمال يرى الجميلة،
ويترقب الصحراء، تلك في المترامية البحيرات باكتشاف فضوله سيغذّي بعلمه، حوله يعيشون الذين الناس سيساعد الظليلة، الواحات
سينقّب استراحة، وأخذ الماء لشرب السفانا غابات صوب الكناري جزر من المهاجرة الطيور ل ُ تص حين النادر المشهد ذلك هناك
لعينيه يأتي ال فالجمال الذهبية، الرمل كثبان يتسلق حين النظير منقطعة متعة ويجد تمنراست في القديم اإلنسان ونقوش آثار عن
تيميمون، في الشمس غروب منتظرا زكيّا صحراويا شايا يحتسي وحين ينبع. ومنه الجمال ذلك مصدر هو بل الخارج، من ولروحه
تشبثها من أكثر أخيرة، لحظة إفريقيا صحراء برؤية للتشبث هدا ج ُ تبذل كانت الشمس أن فسيدرك العالم، في شمس غروب أجمل
وهي ال كيف أنطوان، يا الجمال في رفيع ذوق فللشمس الكثبان. تلك فراق على بكاء قلتاها م ُ و أصابعها تدمي حينها وهي بباريس،
العالم. هذا في والجمال النور مصدر
بعد أحضاني إلى الصغار إخوتي تسابق ذلك أنساني بالمطار، الطائرة حطت حين السيدة تلك أودع كي الفرصة لي تُتح لم
ٍ أي في المعمورة، هذه في جد و ُ حيثما اإلنسان بأن يومها أيقنت الرحلة، تلك من تعلمته الذي الدرس أنس لم لكن غياب. طول
خط
ال الذي الثالث العالم في أو قبله، عالم ال الذي األول العالم في واألرض، الفضاء بين ارتفاع أي في العرض، أو الطول خطوط من
إفريقيا. صحراء في األوكرانية السيدة تلك وجدتها مثلما تماما سعادته، معها ويجد المفقودة أرضه يوما سيجد بعده، رابع
57