Boldwin International School's Annual Magazine 2015-2016 | Page 27
العنف االسري على االطفال
وتأثيره على تحصيلهم العلمي
مروى وليد الشمندي
مدرسة مادة اللغة
العربية للحلقة األولى
واللغة الفرنسية الرديفة
حاصلة على ماجيستير من
الجامعة اللبنانية ولديها
شخصية فريدة من نوعها.
صفوفها منضبطة تمامًا
وتالميذها يحبونها بشكل
كبير .أسلوبها في التعليم
مميز وطالبها يستفيدون
ويتطورون بسرعات قياسية
على أيديها .انضمت الى
المدرسة في العام الدراسي
.2016-2015
مقدمة :مع كل التغييرات اإلجتماعية والتحوالت اإلقتصادية والتكنولوجية
ّ
التي يشهدها العالم اليوم ،لم تزل االسرة النولة االساس في المجتمع
التي تقوم بعملية التربية والتنشئة اإلجتماعية ،االمر الذي يجعلها من
اهم مؤسسات التطبع االجتماعي غير ان عملية التنشئة اإلجتماعية قد
يواكبها اساليب غير سوية بمعنى ان بعض االسر قد تلجأ الى استخدام
العنف في التربية مما قد يكون له مضاعفات على شخصية الطفل.
من هنا تعد مشكلة العنف االسري واحدة من المعيقات الرئيسية في
العملية التربوية التي تواجه االسرة ،لذلك هذه المشكلة تثير جدالً واسعًا
حول موقعها ومدى الحاجة اليها خاصة وان العنف االسري قد يترك آثارًا
سلبية على االسرة وعلى المجتمع بأسره بإعتبار:
أن المجتمع السوي والمتوازن هو المجتمع الذي ينطلق من االسرة السوية
المتوازنة.
حيث أن هذه الدوافع اإلجتماعية المتمثلة بالعادات والتقاليد تعد من
األولويات التي يجب أن يتحلى بها الرجل الثبات رجولته حيث ال يستطيع
اثباتها إالّ عن طريق العنف والقوة ،حتى لو لم يكن مقتنع وغير مؤمن بها
إالّ أنه لينساق وراء ذلك األسلوب بدافع الضغط اإلجتماعي السائد.
أما الدوافع النفسية التي تمثل تلك الدوافع التي تتبع من نفس اإلنسان
ومن ذاته والتي تظهر كردة فعل لإلهمال وسوء المعاملة التي تلقاها
الشخص المعنف منذ صغره والتي تبنى عنده عقد نفسية والتي ال
تعوض إالّ من خالل لجوءه الى استخدام العنف داخل أسرته.
ّ
-1نتائج العنف على الطفل:
إن النتائج المترتبة على الطفل ج ّراء العنف هي صعبة التقدير فهي
ّ
حدة ممارسة العنف ومدته،
بإختالف
وتختلف
آخر
الى
فرد
من
تختلف
ّ
وآثارها يظهر بشكل آتي والبعض اآلخر بإستجابات بعيدة المدى في
الحياة المستقبلية الراشدة.
بعض هذه اآلثار:
على الصعيد الصحي والجسدي :إنقطاع الشهية أو اإلفراط في األكل -آالم
في المعدة -مشاكل في التنفس -أمراض جلدية -سرعة في ضربات
القلب.
على الصعيد اإلجتماعي :يؤدي العنف إلى الميل نحو العزلة واإلبتعاد عن
الناس وقطع العالقات مع اآلخرين وعدم اإلستجابة آلراء ولوجهات نظرهم.
على صعيد السلوك والذكاء :تبني الطفل السلوك العدواني الذي مارسه
األهل تجاهه واإلحتواء به نحو ممارسته تجاه نفس الفئات العمرية واألصغر
سنًا ،إضافة الى ظهور العديد من نوبات البكاء والغضب وإلحاق اآلذى
بالحيوانات وتخريب ممتلكاته تعبيرًا عن الغضب المكتوم.
إن التربية األسرية ال يمكن أن تنفصل عن المجتمع ماداموا مرتبطين
على مستوى األفراد والمؤسسات والقيم ،فاألسرة محددة بالبيئة
اإلجتماعية ،في الوقت نفسه التي تساهم بتخليدها ،هناك قولبة الواعية
ألنواع السلوك والمواقف الخاصة بالمجتمع التي تتنمي إليها األسرة ،وإن
كل القيم المطبوعة خالل مرحلة الطفولة تنعكس حتمًا على الحياة
اإلجتماعية للبالغ.
مدرسة بولدوين العالمية
27