16
. 8 استخدامات الرّموز والتعبيرات المجازية
الجزء الأول: نقاط الانطلاق
. 8 استخدامات الرّموز والتعبيرات المجازية
الهدف: فهم كيف يستخدم التّدريب التعبيرات المجازية والسَّ بب الكامن وراء ذلك.
التّعبيرات المجازية( الاستعارات) العلاجية هي قصصٌ أو صُ ورٌ تستطيع بوساطتها إيصال رسالةٍ تُبهِرُ العَقل ، أو تُلهِمَه ، أو تُفتِّح آفاق التّفكير فيه. وقد تكون التّعبيرات المَجازية أدواتاً بسيطةً وفعّالة لأغراض التّعليم والتَّعلُّم. فهي أكثر من مُجرَّد طريقةٍ للتّحدّث عن تجربةٍ
ما. إذ تستطيع وصف تجاربنا ؛ وقد تكون بمثابة عدساتٍ نستطيع من خلالها فهم وإدراك العالم من حولنا. وتستطيع التّعبيرات المجازية مُساعدتنا أيضاً على التّنقُّل بين الأفكار المُتبصِّ رة والتّجارب. فالتّعبير المجازي هو المعنى المشحون بالكثير من المعاني ، وهو عبارة عن خريطة ذهنية تُرينا ماهية الأشياء أو كيف يُمكن أنْ تُفْهَم ، كما تُساعِدنا على رؤية الأشياء التي لم نَرها من قَبل.
وفي العلاج ، قد يكون من المُفيد ، على مستويات عِدة ، التّعامل مع المُشكلة بطريقةٍ مجازية. ونظراً لأنَّ التّعبير المجازي بعيدٌ عن التّجربة التي تستَحوذ على عقل النّاجية وتفكيرها ، بإمكان النّاجية أنْ تُريح عقلها الواعي المُدرِك للأمور. وباستخدام التّعبير المجازي في عملية العِلاج ، فإنّنا نُخرج ما بأنفسنا ونبعده عنّ“ externalize ”. ونرسم إطاراً للأمور التي نناقشها ، وننظر معاً إليها كُلّها عن بُعد. ونستطيع تمحُّ صها ، والتَّصدي لها ، ونجعل الأفكار التي تحتويها أكثر وضوحاً وقابلية للفهم ، بخطرٍ أقل وعن بُعد.
ولا بدَّ من التوضيح ، في الوقت نفسه ، بأنّ التعبيرات المجازية أداةٌ قوية بإمكانها استثارة استجابات عاطفية قوية. ويجب على المُساعِد ، بناءً على ذلك ، أنْ يعرِف كيفية تقييم ما إذا كانت النّاجية مُستعدّةً لاستخدام هذه الأداة أم لا. كما يجب أنْ يكون قادراً على التّعامل مع الاستجابات العاطفية القوية ، مع احتمال تعرُّض الناجي للصّ دمة مرّة أخرى. وللتّوضيح ، فإنَّ هذا الأسلوب لا يُستَعمل في جلساتٍ العمل الفردية ، كما يجب على المُساعِد أنْ يكون مُتوافِراً لأيّ اتّصال فردي إضافي مع النّاجية إذا كانت تَرغب بذلك وفي أيّ وقتٍ تُريد.
وتُوفِّر التّعبيرات المجازية أداةً مُفيدة يستطيع المُساعدون استخدامها مع النّاجيات. وباستخدام التّعبيرات المجازية ، تستطيع أنتَ والنّاجية كلاكما تقييم المستوى الذي بلغته مع هذه الحالة ، وما الذي تُريد تحقيقه من هذا التّدريب ، والشوط الذي تستطيع قطعه في رحلتها العِلاجية. وبينما تتَلقَّف النّاجية أفكاراً مُتبصرة من التّعبيرات المُجازية ، فإنّها تستطيع أنْ تبدأ باستيعاب الطاقة التّحويلية للتّعبيرات المجازية لديها. فإذا استطاعت تعلُّم كيفية استخدام التّعبير المجازي ، فإنَّ التّدريب سوف يستمرُّ في كونه مُفيداً لها لمدة طويلة
بعد انتهائه. وقد أظهرَت أساليب العمل التّصوُّري المُوجّ ه والسّ رد القَصصي نجاعتها ، خصوصاً مع النّاجيات من الصّ دمات ، اللواتي يصعبُ عليهنَّ مُناقشةُ تجاربهنّ بشكلٍ مُباشر لأنّها تستثير ذكريات الصّ دمة لديهنّ ، وتُولَّد لديهنَّ الشعور بالقلق. وتستطيع القِصص والتعبيرات المجازية تمكين النّاجية من عَكسِ تجربتها دون أن تعيش ذكرياتها مرة أخرى. فبإمكان النّاجية أخذ بعدٍ ومنظورٍ كافِيَيْن لتنظُ رَ في حالتها من مُنطَ لِقٍ آمنٍ نسبياً.
ونستَخدم في هذا التّدريب ، سرداً قصَ صياً مجازياً واحداً لوصف تجربة التّعرض للعنف القائم على النّوع الاجتماعي وعواقبه. ونشرح المسار الذي تسلكه الصّ دمة بتعابير عامة أثناء رواية قصّ ة المرأة الفراشة. وتظلُّ المرأة الفراشة عبارة عن قِصّ ة ، لكنها ، في الوقت نفسه ، دقيقة سريرياً.
قد يكون هناك تشبيه أخر: فكر بشجرة ذات أوراق خضراء جميلة ، وجذورها الممتدة عميقاً في الأرض ؛ ثم تكسر عاصفة وبرق أغصانها. أو التفكير بحمامة والتي هي أقوى من الفراشة. أو التفكير ببناء المنزل ، الصلب والمتين الأساسات ؛ ثم تأتي الحرب والقنابل لتدمر أجزاء منه. يمكن الاعتماد على خيالك للعثور على التشابيه التي تلقى صدى عند الناجين.
ويجب أنْ نتذكر ، بالطِّ بع ، أنَّ التعبيرات المجازية تُكيِّف نفسها لتحتَمِلَ تفسيراتٍ عديدة. احرِص أنَت والأشخاص الذين يعملون معك أنْ يكون لديكم نفس المستوى من الفهم. فلا يُوجد هناك تفسيرات صحيحة أو خاطئة ، لكن اعلم أنَّ التعبيرات المجازية غنية بالمعاني وغامضة. وتأكد أنَّ التّعبيرات التي تستخدمها تلعبُ دوراً مُفيداً وعلاجياً في السّ ياق الذي تعمل فيه.