11
. 3 العنف ضد النّساء
. 3 العنف ضد النّساء
الهدف: توضيح المَقصود بالعنف الجنسي( العنف القائم على النّوع الاجتماعي (، والتَّشديد على أنَّ العُنف ضد النّساء هو انتهاكٌ لحقوق الإنسان.
الجزء الأول: نقاط الانطلاق
في العام ، 1993 قدَّم إعلان الأمم المُتحدة بشأن اتّفاقية القضاء على جميع أشكال التّمييز ضدّ المرأة أولَ تعريفٍ رسميٍّ للعُنف القائم على النّوع الاجتماعي ؛ وهذا التعريف هو:“ أي فعل عنيف قائم على النّوع الاجتماعي يترتَّب عليه ، أو يُرجَّ ح أنْ يترتّب عليه أذىً جسدي ، أو جنسي ، أو نفسي ، أو معاناة للمرأة ، بما في ذلك التّهديد بأفعالٍ من هذا القبيل ، أو الإكراه ، أو الحرمان التّعسفي من الحرية ، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة ”.
ومن منظور القُوّة ، من الواضح أنَّ الطّ رف الأضعف دائماً ما يكون أكثر استضعافاً وعُرضةً لخطر الإصابة بالأذى. ويُمكن ، بناءً على ذلك ، رَبط عدم المُساواة في النّوع الاجتماعي بأفعال العنف القائم على النّوع الاجتماعي. ولكن يُنظَ رُ في هذا الأمر ، أحياناً ، ليعكسِ طريقةِ للتفكيرٍ من طابع العالم الغربي. ويُحاجِ جُ البَعض بأنَّ المُناصرة للوقاية من العنف القائم على النّوع الاجتماعي لا تتمحور دائماً حول الحماية أو التّمسك بحقوق الإنسان الدولية ، بل إنها تفرضِ قيماً غربية الطابع. وإننا نعتقد بأنَّه لا يُمكن استخدام الثقافة كذريعةٍ لتبرير ارتكاب العنف القائم على النّوع الاجتماعي. فالصدمة ، والذُّعر ، والاستضعاف الذي تمرُّ به النّساء عند مُعاناتهن من العُنف يُعزِّزُ ويقوي علاقات القوة التقليدية والثّقافية ، والتي تُرسِّ خُ الظروف والعلاقات التي تسمح بالاستمرار بعناد بارتكاب العنف القائم على النّوع الاجتماعي. وبإمكانها ، على سبيل المثال ، أنْ تُعمِّق الافتراض القائل بأنَّ اللوم يقع على النّساء في حال تعرَّضهن للاغتصاب( يوكسِ ل
(. 2012 ”، Yuksel“
وتُنتَهك الحقوق الإنسانية للمرأة مراراً وتكراراً في أماكن عديدة. فقد قال كوفي عنان( 1999) أنَّ“ العنف ضد النّساء قد يُعتبرُ أكثر انتهاكٍ
مُشين لحقوق الإنسان. وهو الأكثر تغلغلاً في العالم ؛ فهو لا يعرِف الحدود الجغرافية ، أو الثقافة ، أو الثَّروة. ولا نستطيع ، طالما استمرّ هذا العُنف ، الزّعم بتحقيق تقدّمٌ حقيقي نحو إحقاق المساواة ، والتّنمية ، والسّ لام ”. ويُشير مُصطلح“ العُنف ضدّ النّساء” إلى نطاقٍ واسعٍ من الأفعال التي تنتهكُ الحقوق الإنسانية للمرأة ، ومنها الأذى الجسدي ، والنفسي ، والجنسي ، أو أفعال التّهديد بإلحاق الأذى بها جميعها. ويقع العنف ضدّ النّساء داخل الأُسرِ وفي المُجتمعات ؛ إذ يحدثُ ذلك العنف ، في أغلب الأحيان ، داخل المنزل ، بانغماس الأفراد الذين لديهم علاقات وثيقة مع المرأة. لكنّها تُرتَكبُ أيضاً على الملأ ، وفي الشوارع. وفي كلتا الحالتَين ، يُسمَح لأولئك الأشخاص المَسؤولين ، في أغلب الأحيان ، بفعلٍ ما يُريدونه دون عقابٍ أو مُحاسبة ، مع أنَّ لأفعالهم عواقب وخيمة على النِّساء أنفُسِ هنَّ وعلى أُسرهِنَّ ومُجتمعاتهنّ.
لقد اتّخذت الأمم المُتَّحدة وعددٌ متنامٍ من الحكومات ، في السنوات الأخيرة ، خُ طوة مُهمّة إلى الأمام عن طريق الاعتراف بأنَّ العنف ضدّ النّساء قضيّةٌ من قضايا حقوق الإنسان ، وهي آليةٌ اجتماعية تُجبَر النّساء بوساطتها على أداء دور تبعي للرجال ، وغالباً ما يتم تهميشهنُّ وعزلِهِنّ. وقد أصبحت مسألة حماية النّساء من هذا الشّ كل من العُنف أولويةً دولية. ولم يعد يُنظر إليها كمسألةٍ خاصة: فالدّول يقع على عاقها واجب الوقاية هذا العنف ، ومُعاقبة المسؤولين عن تلك الأفعال ، وإنصاف أؤلئك اللواتي تعرَّضن للأذى.