aldoha magazine N 75 | Page 99

‫ـ بل ذهب إلى العمل فمنعوه من العودة إلى‬ ‫البيت..‬ ‫وقال مجدي:‬ ‫ـ وهل من عالقة بين غيابه واعتقاله وقلة‬ ‫العقل..؟‬ ‫قال أبي:‬ ‫ُِ‬ ‫ـ أودع السجن على كل حال..‬ ‫مع األيام لم يتحسن وضع وائل في المدرسة،‬ ‫َّ‬ ‫واستمر سجن أبيه، وفي نهاية العام األول تم‬ ‫َ َّ‬ ‫غيابه تماما عنا، إذ ألحقته أمه بمدرسة عامة..‬ ‫ً‬ ‫وعاد وائل إلى حياتنا في المرحلة الثانوية،‬ ‫آيــة من آيــات اهلل تعالى في جمال الوجه،‬ ‫العيون الخضراء، الشعر الداكن اآلخذ في لون‬ ‫كثيف من األشقر،الطول المتناسق، الحياء‬ ‫على أقل تقدير أو التذبذب واالرتباك حيال أقل‬ ‫مشهد..‬ ‫صاحبته لسنوات فــي الكبر فــرأيــت تيهه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحيرته حتى في شراء نوع الخبز من عدمه،‬ ‫وفــي فيال أبيه استقبلني، ولكنه لم يبح‬ ‫بالسر لي ليالي استماعنا ألفالم الفيديو‬ ‫في سهرات الشباب، أو ارتدائي مالبسه‬ ‫قبل النوم، وال عند حديثنا عن عدم نجاحه‬ ‫الدراسي في كلية الطب..‬ ‫لما طالت سنوات اعتقال أبيه عن حد‬ ‫َّ‬ ‫تحمل أمــه، رفعت دعــوى طــاق عاجلة،‬ ‫ُّ‬ ‫فقبلتها المحكمة، وخرج الرجل بعدها بشهر‬ ‫فقط، وكان أن رفض العودة إليها، وتزوج من‬ ‫أخرى لينجب في خالل عام، ويأتي نائل شقيقا‬ ‫ً‬ ‫لوائل، قاضيا على ما تبقى لديه من تركيز، وإن تخرج‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وصار طبيبا ..‬ ‫ً‬ ‫99‬