رحابة
محمد ثابت توفيق
َّق بالدراسة في صورتها األولــى في
لم يكن األمر يتعل
بلدة بعيدة عن المركزية، وال بمدير وصاحب مدرسة خاصة
وحيدة في محيط قرابة خمسين كيلومتراً، وال حتى بأسرة
مدرسة غريبة تفرض قواعد يحار العقل فيها، ولكن األمر
كان متعلقا بصغار يتطّعون إلى العالم في دهشة عجيبة
ل
ً
مشرئبة بالخوف، كان األمر أمر شيرين ابنة المدير، مثلما
ّ
كان أمر مجدي فايد بالغ القصر، أطلقنا عليه، زعزوعة، في
َِ
إشارة إلى قمة عود القصب، وال بـ (تقى) ابنة المدير العام
ُ
لمصلحة حكومية، طالما بكت خوفا من أن يكون أباها يفعل
ً
بموظفيه ما يفعله بابا حلمي مدير المدرسة بنا، إذ إن عقلها
استوعب أنه يمكن لمدير عام أن يفعل في موظفيه ما يفعله
ّ
مدير مدرستنا بنا ونحن طالب في الصف األول االبتدائي،
فيما اكتفى مجدي بالقول حينها:
ـ أبي يعمل بالتجارة في بسيط األشياء فلن يقول لعود
قصب تعال يمين ً، ولألخر اذهب يساراً..
ا
َ
َّق بجيل يتفتح في إبان متغيرات كبرى في
كان األمر يتعل
ِّ
مصر..
وبرياح اجتماعية شديدة تهب على بيوت عرفت االستقرار
منذسنوات طويلة..
التحقنا بالمدرسة االبتدائية، ولم تكن هناك حضانات
وال ريــاض أطفال آنــذاك، فلم تخط أقدامنا أرض مدرسة
سوى في اليوم األول من الدراسة، ذلك الذي شهد مفاجآت
منها تهديد صاحب المدرسة لنا بوضعنا في غرفة الفئران،
وشعورنا جميعا بأننا لن نرى آباءنا وأمهاتنا مرة ثانية،
ً
ُِ
وإننا خدعنا لما قالوا لنا اذهبوا إلى المدرسة، ال لنتعلم كما
ّ
َّص والدونا، أعز من لنا، ِ
مّا..
ن
أخبرونا لكن ليتخل
ّ َْ
هددنا المدير لما بكى واحد أو