aldoha magazine N 75 | Page 98

‫رحابة‬ ‫محمد ثابت توفيق‬ ‫َّق بالدراسة في صورتها األولــى في‬ ‫لم يكن األمر يتعل‬ ‫بلدة بعيدة عن المركزية، وال بمدير وصاحب مدرسة خاصة‬ ‫وحيدة في محيط قرابة خمسين كيلومتراً، وال حتى بأسرة‬ ‫مدرسة غريبة تفرض قواعد يحار العقل فيها، ولكن األمر‬ ‫كان متعلقا بصغار يتطّعون إلى العالم في دهشة عجيبة‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫مشرئبة بالخوف، كان األمر أمر شيرين ابنة المدير، مثلما‬ ‫ّ‬ ‫كان أمر مجدي فايد بالغ القصر، أطلقنا عليه، زعزوعة، في‬ ‫َِ‬ ‫إشارة إلى قمة عود القصب، وال بـ (تقى) ابنة المدير العام‬ ‫ُ‬ ‫لمصلحة حكومية، طالما بكت خوفا من أن يكون أباها يفعل‬ ‫ً‬ ‫بموظفيه ما يفعله بابا حلمي مدير المدرسة بنا، إذ إن عقلها‬ ‫استوعب أنه يمكن لمدير عام أن يفعل في موظفيه ما يفعله‬ ‫ّ‬ ‫مدير مدرستنا بنا ونحن طالب في الصف األول االبتدائي،‬ ‫فيما اكتفى مجدي بالقول حينها:‬ ‫ـ أبي يعمل بالتجارة في بسيط األشياء فلن يقول لعود‬ ‫قصب تعال يمين ً، ولألخر اذهب يساراً..‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َّق بجيل يتفتح في إبان متغيرات كبرى في‬ ‫كان األمر يتعل‬ ‫ِّ‬ ‫مصر..‬ ‫وبرياح اجتماعية شديدة تهب على بيوت عرفت االستقرار‬ ‫منذسنوات طويلة..‬ ‫التحقنا بالمدرسة االبتدائية، ولم تكن هناك حضانات‬ ‫وال ريــاض أطفال آنــذاك، فلم تخط أقدامنا أرض مدرسة‬ ‫سوى في اليوم األول من الدراسة، ذلك الذي شهد مفاجآت‬ ‫منها تهديد صاحب المدرسة لنا بوضعنا في غرفة الفئران،‬ ‫وشعورنا جميعا بأننا لن نرى آباءنا وأمهاتنا مرة ثانية،‬ ‫ً‬ ‫ُِ‬ ‫وإننا خدعنا لما قالوا لنا اذهبوا إلى المدرسة، ال لنتعلم كما‬ ‫ّ‬ ‫َّص والدونا، أعز من لنا، ِ‬ ‫مّا..‬ ‫ن‬ ‫أخبرونا لكن ليتخل‬ ‫ّ َْ‬ ‫هددنا المدير لما بكى واحد أو