aldoha magazine N 75 | Page 61
مــن الشــعوب التــي رزحــت تحــت وطــأة
هــذا القــدر.
كونتنــي األســاطير والحكايــات
ّ
األولــى التــي كنــت أســمعها علــى شــاطئ
النهــر. أنــدس وســطهم مثــل جــرو، وأرى
ّ
علــى ضــوء النــار الموقــدة ظــل جــواد
ّ
َ
ّ
الــدار وخالــة تضــرب علــى الــدف. تذكــر
قصــة زبيــدة والوحــش؟، إنهــا تلــك
اللحظــة التــي كونهــا أول الوعــي. أمــا
ّ
عــن الحنيــن، فكمــا تعــرف أنهــم ســألوا
غابرييــل غارســيا ماركيــز يومــا عمــن
ً
كتــب كتبــه، فأجــاب: كتبهــا الحنيــن. أنــا
يضنينــي حنينــي ويلفحنــي مثــل هــواء
الخريــف، فــأرى عبــره خواتيــم األعمــار
وأشــباح مــن رحلــوا، وأســمع مــن خاللــه
صــوت الجــد وصــوت أطفــال أصبحــوا
ّ
رمــاداً، وأســتعيد مــن خاللــه كل شــيء.
§ كل رفقــة الجيــل رحلــوا إلــى كتابــة
الروايــة وأنــت قابــع هنــاك فــي صومعــة
القــص، كامــن وكأنــك تحــرس عطيــة
َ ّ
ّ
أو منحــة مــن القــدر. مــا هــذا الولــع بفــن
كتابــة القصــة؟ وإلــى متــى؟ وهــل تجريــب
اختــاف األشــكال جــزء مــن العمليــة
اإلبداعيــة؟
منــذ البدايــة، رأيــت أن القصــةالقصيــرة هــي الشــكل األمثــل لكتابــة
تجربتــي لتأمــل واقــع مــا أكتــب عنــه.
ّ
هــي فــي آخــر المطــاف ِّــق الشــغف
تحق
بالحقائــق القديمــة التــي مــا تــزال
صالحــة إلثــارة الدهشــة، وتفتــح أمــام
الخيــال نافــذة لتأمــل مــا كان. القصــة
ّ
القصيــرة، ذلــك الفــن الصعــب عنــد
باســكال هــو الصمــت األبــدي لآلمــاد
البعيــدة التــي تجعلــه ينتفــض. كمــا
تعــرف أنــا عشــت عمــري فــي تلــك
ُ
المنطقــة الغامضــة لبشــر قضيــت كل
عمــري معهــم، واعتبــرت القصــة مثــل
ُ
النبــوءة تســتدعي الخفــي والهــش، وأنهــا
ّ
ّ
بــا بطــل، وأنهــا الشــكل القــادر علــى
التعبيــر عــن الجماعــات المغمــورة، التــي
كانــت جماعــات كتــاب هــذا الشــكل مثــل
ّ
تشــيخوف، وهيمنجــواي، وجوجــول،
وكافــكا. هــي قصــص كتبــت بالضــرورة
ُ
لكشــف النقائــض والتفاعــل بينهــا
للوصــول إلــى معنــى، قــد يكــون العــدل
أو الحريــة وربمــا المعرفــة، م