aldoha magazine N 75 | Page 54

‫رســمة «اإلشاعة» شــبه مخيفة، شــبه كوميدية، وشــبه نيران‬ ‫تندلع منها! رســمها الفنــان الكاريكاتوري أندريــاس باول ويبر‬ ‫0891 - 3981( ‪ ،)A.Paul Weber‬وهــي واحــدة من مجموعة‬ ‫كبيرة من رسوماته الساخرة.‬ ‫نورة محمد فرج‬ ‫إشاعة ويبر‬ ‫عيون وعمى وحرائق‬ ‫ُِ‬ ‫ولـــد ويبـــر فـــي مدينـــة أرنســـتادت‬ ‫‪ Arnstadt‬فـــي واليـــة تورنغـــن‬ ‫‪ Thüringen‬الواقعـــة وســـط ألمانيـــا.‬ ‫كان ينتمـــي إلـــى أســـرة حرفيـــة وقـــد‬ ‫تلّـــى تشـــجيعا مـــن والدتـــه وجـــده‬ ‫ق‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫فـــي أعمالـــه األولـــى، ممـــا دفعـــه إلـــى‬ ‫االلتحـــاق بمدرســـة للفـــن بعـــد انتهائـــه‬ ‫مـــن الثانويـــة. انضـــم إلـــى حركـــة‬ ‫َّ‬ ‫للشــباب األلمــان التــي كانــت تطمــح إلــى‬ ‫تحســـين أســـلوب الحيـــاة مـــن خـــال‬ ‫تقديـــر الطبيعـــة، ولـــذا كان أعضاؤهـــا‬ ‫يمشــون علــى أرجلهــم لمســافات طويلــة‬ ‫فـــي األراضـــي األلمانيـــة.‬ ‫خــال الحــرب العالميــة األولــى، كان‬ ‫علــى ويبــر أن يــؤدي الخدمــة العســكرية‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫اإللزاميـــة، ولـــذا ُأرســـل إلـــى الجبهـــة‬ ‫الش ــرقية ليعم ــل ف ــي الس ــكك الحدي ــدة،‬ ‫وهنـــاك مـــارس فـــن الكاريكاتيـــر فـــي‬ ‫مجلـــة الجيـــش. الحقـــا قـــام بإنجـــاز‬ ‫ً‬ ‫العديـــد مـــن الرســـومات الداخليـــة‬ ‫لمجموعـــة قصصيـــة صغيـــرة للشـــاعر‬ ‫األلمانـــي هانـــز شـــاس، كمـــا قـــام‬ ‫أيضـــا برســـم الكثيـــر مـــن الرســـومات‬ ‫ً‬ ‫لمجموعـــات مـــن قصـــص األطفـــال فـــي‬ ‫الفتـــرة نفســـها.‬ ‫فـــي عـــام 8291 انضـــم ويبـــر‬ ‫إلـــى حلقـــة سياســـية تناهـــض هتلـــر‬ ‫االشـــتراكية القوميـــة، واشـــترك مـــع‬ ‫45‬ ‫أصدقائـــه فـــي نشـــر المطبوعـــات‬ ‫ُِ‬ ‫المعارضـــة، ولكنهـــا منعـــت، واعتقـــل‬ ‫النازيـــون ويبـــر مـــن يوليو/تمـــوز‬ ‫حتـــى ديســـمبر/كانون األول 7391.‬ ‫وبعـــد الحـــرب العالميـــة الثانيـــة، عـــاد‬ ‫إل ــى نش ــاطه الفن ــي ال ــذي كان متمح ــورًا‬ ‫ح ــول النق ــد االجتماع ــي والتعلي ــق عل ــى‬ ‫قضايـــا البيئـــة والسياســـة والعدالـــة.‬ ‫رســـم ويبـــر خـــال حياتـــه أكثـــر‬ ‫مـــن 3 آالف عمـــل مطبـــوع، و002‬ ‫لوح ــة زيتي ــة، وأكث ــر م ــن أل ــف رس ــمة‬ ‫بالفحــم، كانــت أعمالــه ســاخرة، ويميــل‬ ‫اتجاهـــه فـــي الرســـم إلـــى المـــزج مـــا‬ ‫بيـــن البشـــري والحيوانـــي علـــى نحـــو‬ ‫تشـــويهي وصـــادم، إلظهـــار النزعـــات‬ ‫البش ــرية المتطرف ــة الت ــي تظه ــر خ ــال‬ ‫ِّ‬ ‫فت ــرات الح ــروب والصراع ــات، كم ــا كان‬ ‫أســلوبه يميــل إلــى الكرتونيــة الطفوليــة‬ ‫أحيانـــ ً، وإلـــى الكوميديـــا الســـوداء‬ ‫ا‬ ‫أحيان ـا أخ ــرى، لك ــن موضوعات ــه ظل ــت‬ ‫ً‬ ‫هـــي نقـــد الســـلطة والمجتمـــع. كان‬ ‫المـــوت موضوعـــا مهمـــا فـــي أعمالـــه،‬ ‫ً ّ ً‬ ‫يمكـــن فهـــم ذلـــك بـــرده إلـــى معاصـــرة‬ ‫ِ َ َّ‬ ‫ويبـــر لحربيـــن عالميتيـــن، عـــدا األثـــر‬ ‫ال ــذي س ــببته اآلل ــة والتكنولوجي ــا ف ــي‬ ‫َّ‬ ‫الدم ــار البش ــري. اس ــتخدم ويب ــر كثي ــرًا‬ ‫ش