aldoha magazine N 75 | Page 53
عبد السالم بنعبد العايل
إذا أخذنــا كلمــة منطــق في معناها التقليــدي، فربما ال يصــح الحديث عن
ّ
منطق لإلشــاعة. إذ يبدو أن اإلشــاعة ال تخضع لقواعد المنطق وال تتقيد
ّ
َِِ
بمبادئــه. فهــي أبعد مــا تكون عن المنطــق ومعياره وقيمــه، وهي تتنّل
ق
فــي فضــاء يوجد «خارج الصدق والكذب». فهي ليســت خبــرًا كاذبا ينتظر
ًُ َ
«تصحيحه» ليخبر عن الواقع الفعلي.
منطق اإلشاعة
بــل إن أيــة نيــة لجــر اإلشــاعة إلــى
ّ
ّ
المنطــق ومحاولــة تصحيحهــا أو تكذيبهــا
ال تعمــل فــي النهايــة إال علــى تقويتهــا
كإشــاعة. هــذا مــا يدركــه «ضحايــا»
اإلشــاعات أحســن إدراك، فمــا إن يتــاح
ُ
لهــم المجــال إلمكانيــة الــرد علــى اإلشــاعة
ّ
للحــد مــن مفعولهــا، أو إبطالهــا، حتــى
ّ
يتبينــوا أنهــم ال يعملــون فــي النهايــة إال
علــى أن يزيــدوا مــن صالبتهــا وشــدة
ِ ّ
ذيوعهــا وقــوة انتشــارها. فــكأن تكذيــب
اإلشــاعة ال يزي