aldoha magazine N 75 | Page 52
دبـــره».
َ َّ
علـــى صعيـــد آخـــر، حدثنـــا الســـيد
َ َّ َ
خيـــري الـــزاوي، وهـــو طالـــب فـــي
قس ــم اإلع ــام، ع ــن أه ــم ش ــائعة أث ــرت
سياســـيا فـــي الفتـــرة األخيـــرة قائـــا:
ً
ً
«ب ــدون ش ــك ه ــي إش ــاعة ظه ــور نج ــل
ّ ً
القذاف ــي (خمي ــس) حيــا ي ــرزق متج ــوال
َّ ً ُ َ
ُِ
فـــي الشـــوارع والـــذي يعتقـــد أنـــه قتـــل
فـــي إحـــدى غـــارات الناتـــو فـــي مدينـــة
ترهونـــة بعـــد تحريـــر طرابلـــس فـــي
ش ــهر رمض ــان ع ــام 1102، وت ــم دفن ــه
َ َّ
مـــن قبـــل أنصـــار القذافـــي فـــي مـــكان
مجهـــول»..
أم ــا الميكانيك ــي س ــعد عب ــد العزي ــز،
صاحـــب ورشـــة إصـــاح ســـيارات،
فق ــال إن أغ ــرب إش ــاعة س ــمعها تتح ــدث
َّ
عـــن وجـــود ذبابـــة قاتلـــة داخـــل نـــوع
معيـــن مـــن الســـيارات تســـتورد مـــن
إحـــدى دول آســـيا، ممـــا جعـــل هـــذا
الن ــوع م ــن الس ــيارات ينب ــذ، وينخف ــض
ُ َ
ســـعره فـــي الســـوق، وترفـــض بعـــض
ال ــورش قبول ــه للصيان ــة. وم ــن يضط ــر
إلـــى شـــرائه يقـــوم بـــرش الســـيارة
ّ
بمبيـــدات حشـــرية وتطهيرهـــا.
وحـــول اإلشـــاعات فـــي المجـــال
الثقافــي ســألنا الروائــي الليبــي د. أحمــد
إبراهيـــم الفقيـــه فقـــال: «أذكـــر إشـــاعة
عـــن مـــوت الشـــاعر الليبـــي المعـــروف
علـــي صدقـــي عبـــد القـــادر وهـــو رجـــل
تجـــاوز الثمانيـــن مـــن العمـــر، ويعبـــر
ِّ
ف ــي ش ــعره ع ــن كراهيت ــه للم ــوت وع ــدم
اعترافـــه بـــه، ويصـــرح فـــي مقابالتـــه
ِّ
الصحافي ــة أن ــه ال وج ــود للم ــوت، وأن ــه
لـــن يمـــوت، فـــأراد أحدهـــم أن يـــزرع
الرعـــب فـــي قلبـــه، فأطلـــق إشـــاعة
انتشـــرت بســـرعة تقـــول إن الشـــاعر
علـــي صدقـــي عبدالقـــادر مـــات، بـــل
ووصلـــت إلـــى اإلذاعـــة التـــي صدقـــت
اإلش ــاعة وأذاع ــت نعي ـا للش ــاعر س ــمعه
ً
بنفســـه، وانطلـــق غاضبـــا ســـاخطا
ً
ً
ينفـــي الشـــائعة، ويقـــول إنـــه موجـــود
عل ــى قي ــد الحي ــاة، ث ــم ل ــم تم ــض س ــوى
ِ
بضعـــة أشـــهر حتـــى جـــاء خبـــر موتـــه
ووفات ــه، ال ري ــب في ــه ه ــذه الم ــرة، ول ــم
تنف ــع كل هجائيت ــه للم ــوت ونكران ــه ل ــه
ف ــي أن ينجي ــاه م ــن المصي ــر المحت ــوم».
ً
لطالمـــا عـــرف المغـــرب تـــداوال
لإلشـــاعة كلمـــا احتـــاج السياســـي
25
إلـــى معرفـــة محـــرار الـــرأي العـــام
واهتماماتـــه، أو كلمـــا رغبـــت الدولـــة
ف ــي اختب ــار وق ــع ق ــرار حكوم ــي عل ــى
ا لمجتمـــع .
ويبـــدو أن أكبـــر إشـــاعة يعرفهـــا
المغـــرب الســـنوات األخيـــرة، هـــي
«إشـــــــــاعــــة اإلصــــاح» بالنـسـبــــة
للباحـــث أحمـــد بلخيـــري. فبعـــد إقـــرار
دس ــتور1102، الح ــظ بع ــض المراقبي ــن
عـــدم التطبيـــق الكامـــل لفصولـــه. ذلـــك
أن رئي ــس الحكوم ــة تخل ــى ع ــن بع ــض
ّ
اختصاصات ــه ف ــي التطبي ــق، وتص ــرف
َّ
خـــارج مـــا نـــص عليـــه الفصـــل الثانـــي
َّ
مـــن الدســـتور حيـــث كان اإلقـــرار بـــأن
«الســـيادة لألمـــة». أمـــا عـــن اإلدارة
في ــرى الباح ــث بلخي ــري أنه ــا «عميق ــة»،
عل ــى غ ــرار مصطل ــح الدو ل ــة العميق ــة،
العقليـــات والســـلوكات القديمـــة نفســـها
هـــي الســـائدة، لهـــذه االعتبـــارات
يتس ــاءل الباح ــث بلخي ــري: ه ــل هن ــاك
إشـــاعة فـــي المغـــرب اليـــوم أكبـــر مـــن
إش ــاعة اإلص ــاح؟ أج ــل، هن ــاك بع ــض
التحســـن بالقيـــاس إلـــى الماضـــي،
ُّ
لكـــن التحســـن ليـــس هـــو اإلصـــاح
ُّ
فـــي بعـــده العميـــق. أمـــا القـــاص
ّ
س ــعيد أحب ــاط فيؤك ــد أن أكب ــر إش ــاعة
ِّ
أثـــارت اإلصـــاح الســـنوات األخيـــرة
هـــي اكتشـــاف البتـــرول فـــي المغـــرب،
وهـــو الموضـــوع الـــذي أضحـــى أشـــبه
بمشـــهد كاريكاتـــوري. أمـــا بالنســـبة
للفاعلـــة الجمعويـــة السياســـية عتيقـــة
أبــو العتــاد فرغبــت أن تبتعــد قليــا عــن
ً
الش ــأن السياس ــي، واخت ــارت اإلش ــاعة
بالمج ــال الفن ــي والت ــي أس ــالت الكثي ــر
مـــن المـــداد خصوصـــا علـــى المواقـــع
ً
االجتماعيـــة، اإلشـــاعة تهـــم المغنيـــة
ّ
دنيـــا باطمـــا حيـــث قيـــل إنهـــا ســـتحيي
حف ــا فنيــا ف ــي إس ــرائيل، وه ــو الخب ــر
ً
ً
الـــذي تداولتـــه الكثيـــر مـــن وســـائل
اإلعـــام. لقـــد َّبـــت الفنانـــة المغربيـــة
كذ
دنيـــا باطمـــا مـــا راج مـــن أخبـــار حـــول
تعاقدهـــا مـــع متعهـــد حفـــات مـــن
ِّ
أجـــل «إحيـــاء حفـــل فنـــي كبيـــر داخـــل
إســـرائيل»، نجمـــة (آراب آيـــدول)
الفنانــة باطمــا التــي اســتغربت االنتشــار
الكبي ــر له ــذه الش ــائعة، أك ــدت أنه ــا ل ــم
َّ
تفكـــر يومـــا فـــي الغنـــاء فـــي األراضـــي
ً
ِّ
المحتلـــة، وأن كل مـــا كتـــب هـــو مجـــرد
ُ َ َّ
ِّـــل المســـرحي
افتـــراءات. بالنســـبة للممث
يوس ــف رزام ــة، ش ــعر بالح ــزن عندم ــا
تداولـــت وســـائل اإلعـــام خبـــر وفـــاة
ورحيـــل الفنـــان الكبيـــر الحبشـــي، إذ
قامـــت خطـــأ بعـــض المنابـــر بتعميـــم
خبـــر وفـــاة الفنـــان ميلـــود الحبشـــي
عـــوض «محمـــد» وكانـــت إشـــاعة غيـــر
لبقـــة، وال تنـــم عـــن حـــس مهنـــي فـــي
ّ
ّ
وقـــت الزال فيـــه الفنـــان الكبيـــر ميلـــود
الحبش ــي ف ــي أوج عطاءات ــه. لك ــن أه ــم
ّ
إش ــاعة يراه ــا مناس ــبة للتصدي ــق وتن ــم
ّ
عـــن أن المغـــرب فـــي تقـــدم ملمـــوس
ُّ
مفادهـــا أن شـــبابنا لـــن يعانـــي منـــذ
اآلن. لقـــد قـــررت الحكومـــة أن تمنـــح
َّ
تعويضـــات عـــن البطالـــة!!.