aldoha magazine N 75 | Page 158

‫صفحات مطوية‬ ‫صالح عبد الصبور وأحمد حجازي‬ ‫يف مواجهة لجنة الشعر‬ ‫شعبان يوسف‬ ‫مأ أشــبه األمس بالبارحة، فالخالفات والمشــادات واالتهامات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتكــرر بالشــكل ذاتــه الــذي كان منــذ أكثــر مــن خمســين عامـ ً، مــع‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫تبديــل األشــخاص أو تغييــر مواقعهــم، هــذه الخالفــات الموســمية‬ ‫التــي تــكاد تكــرر نفســها كل عــام، تــدور حــول تشــكيل لجــان‬ ‫ِّ‬ ‫المجلــس األعلــى للثقافــة، والخــاف األعظــم يكــون حــول لجنــة‬ ‫الشــعر، فهنــا تبــرز ذوات الشــعراء المتضخمــة، ويرمي هــذا اتهاما‬ ‫ّ ً‬ ‫ِّ‬ ‫بعــدم شــاعرية ذاك، ويقلــل شــاعر مــن قيمــة آخــر؛ فالــذي حــدث‬ ‫ِّ‬ ‫فــي لجنــة الشــعر علــى مــدى الســنوات الطويلــة الســابقة، يذكرنــا‬ ‫ِّ‬ ‫بالنشــأة التــي كانــت عــام 6591، وأصبــح عبــاس محمــود العقــاد‬ ‫هــو المقــرر للجنــة الشــعر، وعندمــا أعلــن تشــكيل لجنــة الشــعر‬ ‫ِّ‬ ‫ســاعتئذ صــدم ذلــك كافــة الشــعراء الجــدد، وكتبــوا كثيــرًا مــن‬ ‫المقــاالت والتحقيقــات والحــوارات التي راحت تندد بهذا التشــكيل.‬ ‫ِّ‬ ‫وفــي مجلــة روز اليوســف فــي العــدد الصــادر فــي 8 أكتوبر 6591‬ ‫كتــب الشــاعر الشــاب صــاح عبــد الصبــور، وكان عمــره آنــذاك‬ ‫ً‬ ‫أربعــة وعشــرين عام ـ ً، مقــاال عنوانــه «المجلــس األعلــى لــأدب‬ ‫ا‬ ‫يوســع البحــور» جــاء فيــه:‬ ‫«وأخيــراً.. نشــر المجلــس األعلى لآلداب والفنــون تقرير لجانه‬ ‫المختلفــة، وقدمــت كل منهــا إلــى النــاس عهدهــا األعظم الــذي تعلن‬ ‫ّ‬ ‫بــه انتهــاء فتــرة التفكيــر واإلعــداد وبــدء عهــد العمــل واإلنتــاج.‬ ‫ووجــود مجلــس أعلــى لــأداب والفنــون فــي هــذه الفتــرة ضــرورة‬ ‫قوميــة، وهــو يحمــل الداللــة علــى أن النظــرة للفــن واألدب فــي‬ ‫العهــد الجديــد قــد تغيــرت عمــا كانــت عليــه مــن قبــل، وأننــا بــإزاء‬ ‫َّ‬ ‫تخطيــط شــامل واضــح فــي األدب كما نحاول التخطيــط في ميدان‬ ‫اإلنتــاج والتعمير.».‬ ‫851‬ ‫وبعــد هــذه الديباجــة التي أثنى فيها عبــد الصبور على المجلس‬ ‫ودوره والســلطة التــي أنشــأتها فــي ظــل تلــك المرحلــة الحساســة‬ ‫ّ‬ ‫من عمر المجتمع، راح يشن هجوما على أعضاء اللجنة والطريقة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التــي تــم اختيارهــم بهــا إذ اســتطرد: «وهــذا الفه