علوم
أسطورة المكمالت الغذائية
ُ َ ِّ
ُّف فورًا عن إهدار األموال على
يرى األطباء أنه يجب التوق
المكمالت الغذائية وتزامن هذا الرأي الصارم مع أحدث األبحاث
ِّ
التي توضح أن مكمالت الفيتامينات ليست ذات تأثير على
ِّ
ِّ
األمراض، بل قد تسبب ضررًا أحيان ً.
ا
ِّ
ُِ
يشير أحد األبحاث التي نشرت مؤخرًا في المجلة السنوية
َّ
للطب الباطني أنه ال يوجد أي دليل على أن تناول الجرعات
اليومية من مكمالت الفيتامينات والمعادن له تأثير على تأخير
ِّ
أمراض الشيخوخة أو الوقاية من األمــراض المزمنة كالقلب
والسرطان، وقــد تضمن هــذا البحث تجربتين إكلينيكيتين
جديدتين ومراجعة لسبعة وعشرين تجربة أخرى قامت بها
وحدة الخدمات الوقائية في الواليات المتحدة.ومما جاء في
مقدمة البحث «الرسالة واضحة: معظم هذه المكمالت ال تمنع
ِّ
ِّ
األمــراض المزمنة وال تؤخر الــوفــاة. واستخدامها ليس له
ِّ
ُّف عن تناولها.». هذه الرسالة موجهة
مبرر، لذا يجب التوق
َّ
ِّ
إلى األشخاص الذين ال يعانون من مشاكل في التغذية، وهم
بالطبع أغلب من يستخدم هذه المكمالت في الواليات المتحدة».
ِّ
يعلق الدكتور ادجر ميلر أحد محرري المجلة الطبية وأستاذ
ِّ
الطب وعلم األوبئة بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور على
ال
هذا البحث قائ ً: «تظهر النتائج السلبية في الدراسة تلو
األخرى، ولكن ال يزال الناس يتناولون هذه المكمالت بمعدالت
َّ
ِّ
قياسية، قد يرجع األمر إلى عامل نفسي، فمع أن األدلة كلها
تشير إلى انعدام فائدة المكمالت لمعظم متناوليها لكن يبرر
ِّ
ِّ
البعض ألنفسهم تناولها بنقصان العناصر المهمة في نظامهم
ّ
الغذائي.».
تتفق النتائج الجديدة مع نتائج ألبحاث سابقة أظهرت
َّ
أنه ال فائدة من المكمالت الغذائية والتي يندرج تحتها فيتامين
ِّ
(ب) ومضادات األكسدة، بل تطرح هذه النتائج بعض األضرار
الخطيرة حيث أظهرت التجارب اإلكلينيكية لعشرات اآلالف من
المشاركين أن البيتا كاروتين فيتامين (هـ) وربما جرعات عالية
من فيتامين (أ) تؤدي في واقع األمر إلى رفع معدالت الوفاة.
َّ
ّ
يقول الباحثون في مجلتهم الطبية «لقد أغلقنا ملف هذه
القضية- ال يوجد دليل على أية فائدة ترجى من تناول مكمالت
ُ
ِّ
الفيتامينات لتدعيم الغذاء الذي يتناوله البالغون القادرون
على التغذية السليمة، بل سيسبب لهم الضرر».
وبالرغم مــن ذلــك فقد ارتــفــع مــعــدل استخدام مكمالت
َّ
ِّ
الفيتامينات والمعادن بين مواطني الواليات المتحدة- على
سبيل المثال- إلى خمسين في المئة وذلك بين عامي 0002
و0102 بعد أن كان المعدل في أوائل التسعينيات هو أربعين
َّ
في المئة فقط، وذلك بحسب إحصائيات مراكز الوقاية من
األمراض.
تشير الدراسات حاليا إلى بعض التراجع في استخدام
ً
مكمالت البيتا كاروتين وفيتامين (هـــ) وذلــك بعد ثبوت
ِّ
تأثيرهم السيء على سرطان الرئة، وتسببهم في ارتفاع معدل
َّ
ُّ
الوفيات.
يشير الباحثون إلى أنه في المقابل لم تتأّر مبيعات مكمالت
ث
ِّ
الفيتامينات واألنواع األخرى بظهور نتائج الدراسات الكبيرة
التي لم تجد أية فوائد من تلك المكمالت، بل حدث عكس ما
ِّ
َّقت مبيعات
َّع تمام ً: ازدهرت صناعة المكمالت وحق
ا
هو متوق
ِّ
وصلت إلى ثمانية وعشرين مليار دوالر لعام 0102 فقط،
وقد تم تسجيل زيادات مماثلة لهذا