aldoha magazine N 75 | Page 134

‫ريباخا يحتل املدينة‬ ‫ّ‬ ‫أنيس الرافعي‬ ‫يخيل لــي أحيان ً، أو باألحرى يطيب لي،‬ ‫ا‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫أن أتخيل أن حربا ضروســ ً، في زمن ما،‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫َّ ّ‬ ‫طالــت مجمــوع أرجــاء مملكتنا الســعيدة.‬ ‫لكن لسبب غير وجيه، وغامض بالتأكيد،‬ ‫لــم تصــل أوار هــذه الحــرب إلــى مدينــة‬ ‫ُ‬ ‫الدارالبيضــاء، بــل األدهــى من ذلــك، لم‬ ‫يسمع عن وقوعها أي كان من ساكنيها.‬ ‫ٌّ َ‬ ‫على طريقة ساراماغو في اختالق مصائر‬ ‫بديلــة للحواضر، أتصــور أن ما تبّى من‬ ‫ق‬ ‫َّ ُ ّ‬ ‫زمــر الناجين والمنكوبين لملموا فجيعتهم‬ ‫َُ ِ‬ ‫ومــا تيســر مــن حوائــج وأثاث بســيط،‬ ‫َّ‬ ‫عملــوا علــى شــحنها، كيفما اتفــق، فوق‬ ‫َّ‬ ‫عربــات يدويــة، ثــم انطلقــوا مشــيا على‬ ‫ً‬ ‫األقــدام، وافديــن مــن كل حــدب وصوب،‬ ‫وحدانــا وزرافــات، معدميــن ومفلســين‬ ‫ً‬ ‫تمامــ ً، فــي اتجــاه «كازا»، التــي أضحت‬ ‫ا‬ ‫المالذ والمنجى الوحيد ألعدادهم الغفيرة.‬ ‫إذن، تبعا لهذه الفرضية المجازية، يمكن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫القول إن مدينــة الدارالبيضاء غدت بمثابة‬ ‫431‬ ‫«ﺃرض األحــام»، التــي يطمــح الجميــع،‬ ‫بأي ثمن، للوصول إلى مرافئها اآلمنة.‬ ‫وبســبب حتميــة منطــق الفــرار القســري‬ ‫َّعــة، هاهــي «آنفــا»