aldoha magazine N 75 | Page 128
لكلٍ
ُِ ّ
داره
ُ
محمد اشويكة
كثيــرة هــي المــدن العالميــة التــي أضحــت
ٌ
أيقونــات خالــدة فــي الســينما العالميــة
كبا ر يس ، و نيو يو ر ك ، و بو مبــا ي ،
و نيو د لهي ، و مكســيكو ، و ا لقا هر ة ،
ومراكــش، وورزازات، وطنجــة، والــدار
البيضــاء التــي ذاع صيتهــا مــن خــال
الفليــم التحفــة الــذي يحمــل اســمها،
ويشــكل واحــدًا ضمــن أهــم مئــة فيلــم فــي
ِّ
تاريــخ الســينما العالميــة. رغــم الفــوارق
الحاصلــة بيــن مدينــة وأخــرى مــن
حيــث التأثيــر واإلشــعاع وتنــوع طرائــق
ُّ
التنــاول الفنــي فــإن الســينما تظــل الشــكل
ّ
الفنــي األكثــر مالءمــة لــروح المدينــة،
وجوهــر العصــر، وهــي جــزء ال يتجــزأ
َّ
ممــا يســميه الفيلســوف مارتــن هايدغــر
ِّ
«الصورة-العالــم »Image- monde
ََ
الــدار البيضاء هي المدينــة األكثر حضورًا
في الفيلموغرافيا المغربية باعتبارها قطبا
ً
اقتصاديــا تتجمع فيه الشــركات المختصة
ً
ّ
َّ
ِ
فــي اســتيراد وكــراء األجهــزة والوســائل
السينمائية، والمصالح اإلدارية، وشركات
التوزيــع والمستشــهرين، ومقــرًا لجــل
ّ
المنتجيــن والتقنييــن، وكذلــك باعتبارها
فضاء معماريــا مختلفا يجمع بين األصالة
ً
ً
والمعاصــرة (منمنمات، فــن قوطي، آرت
ديكو « ،)»Art decoوخليطا بشريا قادرًا
ً
ً
على التأقلم مع أعقد الحبكات الدرامية...
صــورة المدينــة فــي الســينما ليســت هي
821
المدينــة ذاتهــا، وإنمــا هــي مقاربــة فنية
تمر عبــر آليات تقنية وصناعيــة غالبا ما
ً
ّ
يظل المخرج مترّبا لــردود أفعال المتلّي
ق
قً
ّ
تجاهها. وبذلك، فصــورة الدار البيضاء ال
تخرج عن هذا السياق.
لقد تنوعت الرؤى التخييلية للمدينة حسب
َّ
هواجــس مخرجــي األفــام: مدينــة تغرق
ٌ
في المشــاكل االجتماعيــة، وعوالم الليل،
وقضايــا الحب والجنس والفــن، واإلجرام
واالنحراف والشــذوذ والنصــب واالحتيال
واإلدمــان والعنــف.. وهــي فــي مجملهــا
التيمــات األثيرة للدرامــا االجتماعية أو ما
ّ
ِ َ
ترتكز عليــه «األفالم الحضريــة» «Films
»urbainsالتــي تقــارب التيــه والهجنة،
وترصــد التفاعــل الالمتكافــئ بين وســط
ِّط الضوء على
المدينة وضواحيها، وتســل
المهمــش والمهمــل.. وال يســعنا هنا إال أن
َّ
ُ َ
نشــير، على ســبيل المثال ال الحصر، إلى
األفالم التاليــة: «غراميات الحــاج المختار
الصولـ