aldoha magazine N 75 | Page 129

‫األفــام األجنبية التي صــورت فيها، وهذا‬ ‫ّ‬ ‫ُ َِ‬ ‫ال ينفــي أنها تتوافر علــى التوابل الخاصة‬ ‫التــي تجعــل المبــدع الســينمائي يســتلهم‬ ‫عوالمهــا، ويوظــف تنوعهــا، لصناعــة‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫أفالم قد تتجاذبها الرومانســية، والتحرر،‬ ‫ُّ‬ ‫واالختــاف، والســوداوية، والشــغف..‬ ‫إن أشــرطة الــدار البيضــاء الدولية لتجعل‬ ‫المتلّــي، بحــق، يتقاســم بعــض القيــم‬ ‫ق‬ ‫اإلنســانية المشــتركة، أمــا أشــرطتها‬ ‫المغربيــة فترســم مالمــح مجتمــع تــكاد‬ ‫تختــزل تحوالته العميقــة والجذرية فيها:‬ ‫َُْ َُ‬ ‫ُّ‬ ‫مختصر المغرب ومفارقاته في كازابالنكا.‬ ‫َُْ َ ُ‬ ‫وإذا كانــت بعض األفــام تختصر المخيال‬ ‫الســينمائي للمجتمــع الــذي تنتــج عنــه‬ ‫ســواء ألهــداف إيديولوجيــة أم تجاريــة‬ ‫كأفــام هوليــود وبوليــود.. فــإن مدينــة‬ ‫الــدار البيضــاء ال يســري عليهــا ذلــك ألن‬ ‫األفالم تحمل بصمات مخرجيها ِّفيها)،‬ ‫(مؤل‬ ‫وتتأثــر بمرجعياتهم الفكريــة، وعالقاتهم‬ ‫ّ‬ ‫اإلنتاجيــة، ورهاناتهــم الفنيــة.. فعندمــا‬ ‫نشــاهد المدينــة فــي الفيلــم الوثائقــي‬ ‫القصيــر «21/6» (8691) للراحــل أحمــد‬ ‫البوعنانــي، ونقــارن صورتهــا بمثيالتها‬ ‫في بعــض األفــام الروائيــة الطويلة لكل‬ ‫مــن نور الديــن لخماري، ونبيــل عيوش،‬ ‫ومحمــد العســلي.. يظهــر أن لــكل «داره‬ ‫ِ ُ ٍّ‬ ‫البيضــاء»: تتبع الصورة الســينمائية في‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ ُ‬ ‫تحولها التاريخي المسار الطبيعي للتغيير‬ ‫ُّ‬ ‫ََ َ‬ ‫الحضــري، وتصبــح مالمــح الهندســة‬ ‫المعمارية وكأنهــا طارئة على المدينة، إذ‬ ‫يســافر بنا كل مخرج في تضاريس وهمية‬ ‫ّ‬ ‫تحيــط بها العمارة كرمز، وتتحول المدينة‬ ‫َّ‬ ‫إلى فضاء متخيــل (‪..) Espace-fiction‬‬ ‫َّ‬ ‫وفي هذا السياق ال بد من اإلحالة على فيلم‬ ‫«ميتروبوليــس» (7291( ‪Metropolis‬‬ ‫للمخرج النمســاوي «فريتز النــغ» «‪Fritz‬‬ ‫‪ »Lang‬الــذي يتخيل فيه مدينة المســتقبل‬ ‫َّ‬ ‫بــكل ِّثاتهــا المعروفــة اليــوم (المعمار‬ ‫مؤث‬ ‫العمــودي، العالقات العدائيــة بين الفئات‬ ‫االجتماعية، تفاوت مســتويات الســلطة،‬ ‫االختالط والفوضى...).‬ ‫يتشــكل اللحــاء التخييلــي لجــل األفــام‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫المغربية المصورة في البيضاء من حبكات‬ ‫َّ‬ ‫درامية مختلفة، ترتبط ارتباطا شــبه كّي‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫بمــا هــو محّي، وذلك ما يحــد من ذيوعها‬ ‫ل‬ ‫َُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫العالمي رغم مجهودات منتجيها ومخرجيها‬ ‫الهادفة إلــى الدفع بها دفعــا نحو العالمية‬ ‫ً‬ ‫مــع اإلشــارة إلــى أن هــذا الســبب، فضال‬ ‫ً‬ ‫عن االرتباط بمصــادر التمويل الخارجية،‬ ‫يســاهمان في نفــور الجمهــور المحلي من‬ ‫ََ ِ‬ ‫غالبيتها ألن بعض المشاهد أو اللقطات أو‬ ‫المواضيــع ال تلبي رغبات