حدود «الرقابة عىل السينما»
عــن الهيئــة المصريــة العامــة للكتــاب
صدر كتاب «الرقابة على الســينما.. القيود
والحــدود» ضمــن سلســلة «فنــون» للكاتــب
والناقــد الســينمائي حســين بيومــي الــذي
عمــل ســكرتيرًا لجمعيــة نقــاد الســينما فــي
ّ
مصــر، وصــدرت لــه عديــد مــن الدراســات
فــي مجــال الســينما.
يتناول الكتاب ما حدث خالل العشرين
عامــا األخيــرة مــن طفــرة هائلــة فــي عالــم
ً
«الصــورة المتحركــة» مــع ظهــور الفيديــو
والقنــوات الفضائيــة، ومــا أســفر عنــه مــن
تطــور مماثــل فــي «مفهــوم» الرقابــة علــى
ُّ
توظيف هذه الصورة ال ســيما في السينما.
يقــدم بيومــي فــي كتابــه هــذا عــددًا مــن
اآلراء والتجارب العملية لخبراء ومسؤولين،
حــول مفهــوم وتطــور وواقــع الرقابــة فــي
ِّف في مستهل كتابه
مصر اآلن. ويقول المؤل
إنه ال يق ـدم فيــه إجابــات نهائيــة وقاطعة،
ّ
وإنما يطرح مزيدًا من األســئلة في محاولة
جــادة الستكشــاف ومناقشــة القضيــة على
ّ
أوســع نطاق ممكن بين من يشكلون الرأي
ِّ
العــام مــن الســينمائيين وعمــوم َّفيــن
المثق
لبلــورة هــذه القضيــة فــي ضــوء التغيــرات
ُّ
االجتماعية السياســية.
بداية، يشير الكتاب إلى أن الرقابة على
الســينما لهــا عــدة صــور وأشــكال، أولهــا:
رقابة المؤلف أو كاتب القصة والســيناريو
والحوار على نفسه، وهي الرقابة الذاتية،
يليها رقابة جهة اإلنتاج، وهــي التي تحدد
ِّ
السمات األساسية للسينما القومية في أي
بلد. ويبقى الحكم في النهاية لرقابة جمهور
الســينما. ومــن الصعــب تحديــد ســمات هــذا
الضابــط مــن الناحيــة العلمية، لكنــه رقيب
ال يرحم بالنســبة ألفالم السوق.
ِّ
أما الشــكل الرابــع، وهو المؤثــر بدرجة
ّ
أكبر من الصور السابقة، فهو رقابة الدولة
على السينما، التي َّل في جهاز إداري،
تتمث
ومجموعة من اللوائح والقرارات والقوانين
الرقابيــة، تشــكل معــا الحدود التــي يتحتم
ً
َّ
ِّ
عدم تجاوزها.
يقــول المؤلــف إن مصــر عرفــت الرقابــة
ِّ
مبكراً، حتى قبل أن يوجد إنتاج ســينمائي
ِّ
قومــي، بهــدف رقابــة ما يعــرض مــن أفالم
أجنبية، والســيطرة علــى ما قد يكــون فيها
مــن تحريــض ضــد النظــام السياســي أو
االحتــال البريطانــي أو الديــن.
ينقل حسين بيومي عن دراسة بعنوان
«لمحات من تاريخ القمع للسينما المصرية»
رأي المخرج هاشم النحاس، الذي يقول إن
ِّية
«ثــورة 2591 كشــفت عــن نظرتهــا المتدن
للسينما» بوضعها ضمن (المالهي) وألحقت
الرقابة على األفالم بوزارة الداخلية، حتى
تضــع أصحابهــا فــي موضــع الشــبهة مــن
البدايــة، وتعــزل فنــان الفيلم عــن أصحاب
الرأي.».
ويشــير المؤلــف إلــى بحــث آخــر للناقــد
والسيناريست أحمد عبد العال يرى فيه أن
استقراء تاريخ السينما في مصر يكشف عن
مجموعة من الحقائق، أولها أن ثمة توافقـا
ً
مذهـا بين مــا يطرح علــى الشاشــة، وبين
ً
ُ َ
احتياجات الســواد األعظم من الجمهور من
جهة، وبما يتعارض تماما مع مصالح هذا
ً
الجمهور، ويتناقض مع همومه ومشكالته
من جهة أخرى. وثانيها: أن هامش الحرية
والتعبير الذي تسمح به الرقابة أحيانا كان
ً
مرهونا دائما بموافقة السلطة. وثالثها: أن
ً
ً
الرقابة على الســينما خضعت عبر تاريخها
لعدد مــن القواعد التي لــم تتطور.
َّ
ويتحــدث المخــرج توفيــق صالــح عــن
َّ
تجربته الشــخصية مــع الرقابة التــي كانت
«مزاجية» في أغلب األحيان، وفق الشخص
أو الجهــة المســؤولة أو مــن يتقــدم بالعمــل
َ