aldoha magazine N 75 | Page 116
الجسد املُحجب
َ َّ
محمد غندور
تنســج الكاتبــة اللبنانيــة الشــابة مايــا
الحــاج فــي باكــورة أعمالهــا الروائيــة
«بوركيني» (منشورات ضفاف- االختالف،
بيروت - الجزائر)، خيطا رفيعا بينها وبين
ً
ً
القارئ ال ينقطع إال مع انتهاء النص. ويحمل
ً
هذا الخيط أحداث ـا ومواقف مثيرة، وأعماال
ً
فنية ال تنجــز إال من خالل الحب والنشــوة
ّ
ُ َ
والغيــرة والصفــاء والتــردد والتناقــض
ّ
وأحيانـا االنفصــام.
ً
اختــارت مايــا أن تكــون بطلــة عملهــا،
فتــاة محجبــة وفّانــة تشــكيلية فــي آن
ً ن
ً
مع ـ ً، تعيــش حياتيــن، وتفكــر بطريقتيــن
ا
ِّ
َْ
مختلفتيــن، وتعانــي صراع ـا نفســي ً: إمــا
ا
ً
أن تخلع الحجــاب، أو تبقيه على رأســها،
لكن من دون أن يكون غشاوة على عينيها.
ّ
فهــي محجبة نعــم، لكنهــا ليبراليــة َّفة
ومثق
ّ
وفّانــة ترســم أجســادًا عاريــة بتفاصيــل
ن
وانحنــاءات جميلــة.
هــذا الصــراع التــي تعيشــه البطلــة التي
ال اســم لهــا هــو بيــت القصيــد، فمــن خاللــه
نتعرف إلى فتاتين تســكنان جســدًا واحداً،
ّ
ولهمــا قلــب واحــد، لكــن طــرق تفكيرهمــا
مختلفــة. فتــوق الفتــاة المحجبــة إلــى
ََ ْ
ّ
التمــرد والتحــرر والخــروج إلــى المجتمــع
ُّ
ُّ
ٌ
بهيئــة جديــدة يقابلــه انكمــاش وانقبــاض
ٌ
ٌ
ٌّ
وتمسك وخوف من نزع الحجاب. وال يبدو
أن للخوف عالقة بالدين، بل بالمبدأ. فالفتاة
ِ
الجميلة فــي الرواية لــم ترتد الحجــاب ألنه
فرض عليها، بل ألنها هي من أرادت ذلك،
ُِ