aldoha magazine N 75 | Page 112

‫تاريخ وجه فرنسا «العريب»‬ ‫أوراس الزيباوي‬ ‫صــدر مؤخــرًا عــن دار «ال ديكوفيــرت»‬ ‫َّ‬ ‫فــي باريــس كتــاب جديــد بعنــوان «فرنســا‬ ‫العربية- الشرقية»، وقد أشرف عليه فريق‬ ‫عمل فرنســي معروف باســم «أشــاك»، وقد‬ ‫تأسس عام 9891، وهو يعنى بدراسة كل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ما له عالقة بالهجرة وبالتاريخ االستعماري‬ ‫لفرنســا، ويســاهم باســتمرار فــي إصــدار‬ ‫الكتــب وتنظيــم المعــارض والنــدوات حول‬ ‫هــذا الموضوع.‬ ‫بمناسبة صدور هذا الكتاب، الذي ساهم‬ ‫فيــه أكثــر مــن أربعيــن كاتبــا وباحثــا مــن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جنســيات مختلفــة يقــام معــرض متجــول‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫يــروي عبــر الصــور والنصــوص حكايــة‬ ‫الحضــور العربــي والحضــور الشــرقي فــي‬ ‫فرنســا خالل مرحلــة طويلة تتجــاوز األلف‬ ‫عام. كمــا تقــام سلســلة مــن النــدوات حول‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الكتــاب منهــا ندوتــان : ُأقيمــت األولــى فــي‬ ‫«معهــد العالــم العربــي»، واألخرى فــي مقر‬ ‫َ َّ‬ ‫البلديــة فــي باريــس.‬ ‫لقد ارتبط الحضــور العربي- اإلســامي‬ ‫في فرنســا بمرحلة الفتوحــات الكبرى التي‬ ‫سمحت للعرب والمسلمين بالتمدد في ثالث‬ ‫ُّ‬ ‫قارات. يروي الكتاب في الفصل األول كيف‬ ‫تقدمت الجيوش العربية في أوروبا ووصلت‬ ‫ّ‬ ‫الــى مدينــة بواتييــه الفرنســية حيــث جــرت‬ ‫عــام 237 الواقعــة الراســخة فــي الذاكــرة‬ ‫الفرنســية، التــي تمكــن فيهــا الملــك شــارل‬ ‫ّ‬ ‫مارتــل مــن ص ـد التقــدم العســكري العربــي‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي في فرنسا أو ما كان يعرف وقتها‬ ‫باســم بــاد الغال.‬ ‫أما في األندلس، فنشأت حضارة عربية‬ ‫ّ‬ ‫إسالمية استمرت قرون ًا طويلة، وتميزت بمد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جنوب فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا وغيرها‬ ‫مــن الــدول األوروبيــة، باإلبداعــات العلمية‬ ‫والفنيــة خــال مرحلــة القــرون الوســطى،‬ ‫وهو مــا ســاهم الحقـا فــي نهضتهــا العلمية‬ ‫ً‬ ‫الحديثــة. وهنــا بالطبــع ال ب ـد مــن التركيــز‬ ‫ّ‬ ‫على الــدور الــذي لعبتــه حركــة الترجمة من‬ ‫211‬ ‫العربية الى الالتينية، في توطيد العالقات‬ ‫بين األوروبيين والعالم العربي. ففي قرطبة‬ ‫وطليطلــة، وكذلــك فــي صقليــة ونابولي،‬ ‫عمــل المترجمــون علــى نقــل الكتــب العربية‬ ‫العلميــة والفلســفية إلــى الالتينيــة، ومنهــا‬ ‫كتب الفيلسوف ابن رشد الذي كان بالنسبة‬ ‫لألوروبييــن ممثال للفلســفة العربية ونتاج‬ ‫ِّ ً‬ ‫أرسطو.‬ ‫يؤكــد الكتــاب أن التبــادالت الثقافيــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيــن أوروبــا والعالــم العربــي لــم تتوقــف،‬ ‫َّ‬ ‫علــى الرغــم مــن الحــروب والصراعــات‬ ‫السياسية والدينية الحادة. ومن المعروف‬ ‫ّ‬ ‫أن الفرنســيين هــم مــن أكثــر الشــعوب التي‬ ‫ســاهمت فــي الحــروب الصليبيــة، لكنهــم‬ ‫بالمقابل، ومنذ ذل