مجلة ثانوية المتميزين في الديوانية May. 2014 | Page 25

‫املتميزون‬ ‫عطاء‬ ‫الى روح الشهيد يوسف الذي‬ ‫استشهد بتفجير سوق الديوانية‬ ‫ظاهر عبود موسى|مدرس اللغة العربية‬ ‫نهضَ في ذلك الصباح مبكراً على غير عادته‬ ‫مستجيبا لنداء خفي , كانت عيناه تومضُ بريق‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫حادٍ , نظرَ في وجه زوجته طويال , جابَ ارجاء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫البيت كمن فقدَ شيئا , تفقدَ اطفاله متصنعا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ابتسامة مشحونة بها جس حزنٍ دفين مجهول‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫, نادته صغرى بناتهِ : بابا أرَيدُ سمكة كبيرة‬ ‫سرح بخياله بعيداً الى عقودِ السنين العجاف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يومَ سألته إحدى بناته : بابا أيبيعون في السوق‬ ‫خياراُ ؟‬ ‫فهم مبتغاها , تردد في كالمه أيجيبها بنعم أم‬ ‫َ‬ ‫يكذب , قال : ال , فموسمه في الصيف .‬ ‫ردت عليه :لكن صديقتي في الروضة جلبت معها‬ ‫. ترقرقت دمعة خفيه في عينيه , عادَ الى‬ ‫مكتبته الفقيرة , انتقى اعز كتبهِ , ضمها الى‬ ‫ً‬ ‫صدرهِ مودعا وذهبَ الى السوق فباعها بثمن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫بخس وعادَ كفارس مَنتصر يحمل نصف كيلو‬ ‫ٍ‬ ‫من الخيار , استفاقَ على صوت ابنته : اًريدُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اليومَ سمكة كبيرة هزَّ رأسه وخرجَ من دارهِ ,‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫كان في السماء سربٌ من الغربانِ ينعقُ نعيقا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫مشؤوما , لعنَ الشيطان , تمتمَ بآياتِ من‬ ‫َ‬ ‫القرآن , أرادَ أن يعودَ لكنّه تذكر وصية ابنته ,‬ ‫جرَّ ساقيه بخطواتٍ متثاقلةٍ الى سوق السمك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫, انتقى سمكة كبيرة ,