#مجلة_بحرُنا 3 | Page 8

تربية الأحياء المائية في تونس
تنشط اليوم في تونس قرابة ‎30‎ مزرعة أسماك بحرية منها 2 فقط تمتلك وحدة تفريخ ، وأغلبها يعتمد على التسمين بتقنية الأقفاص المثبتة في عرض البحر ، حيث تعد الأقل تكلفة في التشغيل .
بحرنا
تقرير
تربية الأحياء المائية في تونس
�الكارب الصيني العشبي
الإنتاج ، بعد رحيل المتعاونين الفرنسيين وتسيير المشروع بكفاءات تونسية بحتة ، كنتُ‏ واحدًا منها . لكنه بعد عشر سنوات من النشاط ، سقط ضحية عوامل بيئية مهلكة لا قدرة له تقنيًا على مواجهتها . كانت هذه الحادثة بمثابة الضربة القاصمة لقطاع تربية الأسماك في تونس جعلت المستثمرين يفكرون ألف مرة قبل ولوج هذا القطاع الموصوف بنسبة مخاطرة عالية . وبالفعل تأخر الاستثمار في تربية الأسماك قرابة عقد من الزمان ، وعندما عاد ، اقتحم أعالي البحار بتقنية الأقفاص العائمة ، التي يتم فيها تسمين إصبعيات الأسماك حتى بلوغ الوزن التسويقي ، بعد تجاوز النظرية القائلة بوجوب تثبيت أقفاص تربية الأسماك في الخلجان والبحيرات المحمية من عوامل الريح والأمواج المدمرة .
ثم تلاه مشروع خاص ثانٍ‏ من نفس النوع للتفريخ والتسمين ونجح أيما نجاح في امتلاك التقنيات وتطويعها حسب المناخ والبيئة المحلية وهوالأول في إنتاج الإصبعيات ( قاروص ووراطة ) إلى اليوم . وقد بذلت الحكومة التونسية مجهودات جبارة منذ تسعينات القرن الماضي لتنمية تربية الأحياء المائية ، سواء على الشريط الساحلي أو في الداخل ، وقد تم تنفيذ خطتين عشريتين من أجل تنمية تربية الأحياء المائية وهما المخطط المديري لتربية الأحياء المائية ( ‎1997‎ ‏(،‏ ‎2006‎ - والإستراتيجية الوطنية لتنمية تربية الأحياء المائية ( ‎2007‎ - ‎2016‎ ‏(،‏ إذ حددت كلا الخطتين الأهداف الإنتاجية لكل نوع من أنواع التربية السمكية والمواقع المناسبة لها والتوصيات بالإضافة الى الامتيازات الجبائية والمنَح ووسائل التنفيذ لتعبئة وجلب الاستثمار الخاص .
تربية الأسماك البحرية في تونس
استهدف هذا النوع من التربية السمكية ، نوعين من الأسماك « النبيلة « ذات القيمة
تنشط اليوم في تونس قرابة ‎30‎ مزرعة أسماك بحرية منها 2 فقط تمتلك وحدة تفريخ ، وأغلبها يعتمد على التسمين بتقنية الأقفاص المثبتة في عرض البحر ، حيث تعد الأقل تكلفة في التشغيل .
�سمك الحنكليس
التجارية العالية سواء في السوق الوطنية أوفي الأسواق الخارجية وهما :
Dicentrarchus labrax ( fr : Loup – ) uk : Seabass
الاسم التونسي : قاروص Sparus aurata ( fr : Daurade – uk :
) Seabream
الاسم التونسي : وراطة
مزرعتان للأسماك البحرية فقط تتوفر على وحدة تفريخ ، فيها قسم لتربية ورعاية وتغذية ومداواة وقائية وعلاجية طوال العام للأسماك البالغة من الذكور والإناث للحصول على ملايين البيوض بنوعية جيدة ، وفيها قسم آخر لتحضين البيض وتربية اليرقات وتتبعه وحدة خاصة لإنتاج الأعلاف الحية بنوعيها النباتي ( فايتوبلانكتون ) والحيواني ( زوبلانكتون ) وقسم ثالث لإنتاج الإصبعيات ( أسماك صغيرة من ‎0.5‎ إلى 5 غ ) الجاهزة للبيع والتسمين ، وقسم رابع وأخير للتسمين النهائي . مفرخات الأسماك البحرية عمومًا لا يقدر على بنائها إلا الشركات العملاقة لما تتطلبه من تجهيزات ومعدات ومستلزمات مع إطار تقني وعلمي وصحي لا يقدر على توظيفه صغار مربي الأسماك الذين يقتصرون غالبًا على القيام بمرحلة التسمين النهائي للأسماك .
ولهذا من الطبيعي أن تجد في البلد الواحد عددًا قليلاً‏ من المفرخات السمكية التي تلبي حاجيات عشرات مزارع التسمين من الفراخ . نظرا للمنافسة بين الدول المتوسطية المنتجة لفراخ الأسماك ( تركيا واليونان وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا ‏...(‏ تتزود أغلب مزارع التسمين في تونس بالأصبعيات من الخارج والبعض الآخر من الإنتاج المحلي . لذا تنشط اليوم في تونس قرابة ‎30‎
مزرعة أسماك بحرية منها 2 فقط تمتلك وحدة تفريخ ،
بحرنا يناير مارس ‎2017‎ 8