#مجلة_بحرُنا 3 | Page 52

بحرنا مقال

أنظمة الاستزراع السمكي

عبد االله محمد المخيني ماجستير استزراع سمكي
من مدينة تزمانيا كما يقول بعضهم أو تسمانيا لدى البعض الآخر ، من هذه الجزيرة الساحرة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي من قارة أستراليا حيث الطبيعة الخلابة والشواطئ البكر ، من هذه الجزيرة التي تنتمي وتسمى باسمها إحدى أعرق الجامعات الأسترالية وأقدمها ، جامعة تزمانيا الرائدة وذلك لتميزها في مجال العلوم ولاسيما العلوم البحرية من هذه الجامعة ذات التصنيف الراقي التي التحقت بها طالبًا للماجستير في مجال الاستزراع السمكي ، يطيب لي أن أسجل بعض الملحوظات والمعلومات عن عالم الاستزراع ، بعض هذه المعلومات كانت نتيجة دراسة مُعمّقة وبعضها كان اكتسابًا من مشاهدات الواقع ومرئيات التجربة .
فبادئ ذي بدءٍ‏ ، لا شكّ‏ أن المخزون الطبيعي للأسماك في العالم بدأ بالتناقص التدريجي حيث إنّ‏ هذا التناقص قد سبب عجزًا في الطلب المستقبلي للأجيال القادمة ، ومن هنا بدأت فكرة الاستزراع السمكي كبديلٍ‏ أمثل ولإعادة التوازن المطلوب . حيث يعتبر الاستزراع السمكي من أهم المصادر السمكية في وقتنا الحالي التي تعوّض النقص في الموارد الطبيعية منها ، وقد تصدرت الصين العملاق الأسيوي الإنتاج العالمي من أسماك الاستزراع حيث حازت % ‎60‎ من الإنتاج العالمي وهي النسبة الأكبر في هذا المجال .
وكما نعلم أن سلطنة عمان تزخر بالتنوع البحري وذلك لموقعها الإستراتيجي المبارك ، وقد أدركت السلطنة ، أهمية هذا البديل والمورد الحيوي ، فحرصت على أن تكون إحدى الدول المشجعة للنهوض بهذا البديل المجدي والتي تنبع مشاريعه من مركز الاستزراع السمكي ، وحاولت أن تستثمر هذا الموقع الإستراتيجي لأستثمار أمثل في خدمة بعض مشاريع الاستزراع .
هذه نظرة عامة عن واقع الاستزراع عالميًّا
ومحليًّا ، أما فيما يلي من هذه المقالة ، فإننا سنمعن النظر في المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالاستزراع السمكي ، والتعريف العلمي المبسط للاستزراع هو : تربية الأسماك ، والمحاريات ، والرخويات ، وحتى الطالحب البحرية تحت ظروف وعوامل محكمة بحيث تلائم الكائن الحي وتساعده على النمو بشكل طبيعي ، كما تختلف مراحل تربية الأسماك باختلاف أجناسها وأنواعها حيث إنه من الضروري معرفة دورة حياة السمكة المراد احتضانها وكذلك معرفة العوامل البيئية المناسبة لها . فعلى سبيل المثال أسماك السلمون وغيرها من الكائنات البحرية ذات البيئة المزدوجة والتي تتلخص حياتها بالهجرة بين مياه البحر والمياه العذبة بغرض التزاوج والبحث عن الغذاء ، لا بد من مراعاة طبيعتها مع مراعاة العوامل البيئة المناسبة لها في
كل مرحلة عمرية وذلك لضمان النمو السليم و تجنب نسبة الموت الجماعي . من هذا المنطلق ، اختلفت أنظمة الاستزراع السمكي باختلاف الأسماك المراد احتضانها .
وتأتي ( المياه ) أو الوسط الذي تعيش فيه السمكة ليكون من أهم العوامل التي قد تؤثر سلبًا أو إيجابًا على نمو السمكة ، وهذا العامل يجب مراقبته وتغييره بشكل دوري ومنظم من قبل المراقبين .
فالأسماك تستهلك الأوكسجين والغذاء وتخرج ثاني أكسيد الكربون والفضلات والأمونيا ومشتقاتها والتي غالبا ماتنتج من الاستهلاك الطبيعي للغذاء وكذلك من الغذاء الغير مستهلك والذي يتراكم في قاع الحاوية ( الشكل أدناه رقم ‏(،‏ 1 فهذه المواد العضوية إذا لم يتم إخراجها بشكل مستمر فإنها سوف تخلق بيئة حمضية ملوثة وغير مناسبة وقد تتسبب في
بحرنا يناير مارس ‎2017‎ ‎52‎