محمد جابر الس�هلي
بدأ الاستزراع السمكي بالمملكة في أواخر السبعينيات ، وتم الترخيص لأول مزرعة أسماك لإنتاج البلطي بالمنطقة الشرقية لسيّدة أعمال سعودية اسمها أمل عنبتاوي عام ، 1982 وتلتها مزرعة أسماك للشركة السعودية للأسماك وشركاء آخرين بالمنطقة الشرقية أيضًا ، ثم بدأت المزارع تنتشر في كل من القصيم والخرج والمنطقة الغربية وجميعها لإنتاج أسماك المياه العذبة ، مثل فصائل البلطي النيلي ، والموزمبيقي ، والزيلي ، وأصناف أسماك المبروك ، مثل : مبروك الحشائش ، والفضي ، وذو الرأس الكبير ، والمبروك الشائع ، وكذلك أسماك السلور ( أسماك القط (، كانت هذه المزارع نتيجة لجهود مباركة قامت بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض والتي أنشأت في مطلع الثمانينيات محطة لتفريخ أسماك المياه العذبة بديراب جنوب مدينة الرياض بالتعاون مع حكومة الصين الوطنية ( تايوان (، وتوزيع الإصبعيات مجانًا للمزارعيين .
وتزامن مع هذا الجهد الموفق من الدولة أي عام ، 1981 إنشاء مركز للمزارع السمكية بجدة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو ) بشمال جدة ؛ للتركيز على استزراع الأصناف البحرية التابعة لوزارة البيئة والمياه والزراعة
( وزارة الزراعة والمياه آنذاك (، وقد سبق ذلك اتفاقية وقعتها الوزارة أيضًا مع جامعة شمال ويلز البريطانية ، وهيئة السمك الأبيض البريطانية عام 1978 للقيام بمسوحات ورصد للبحر الأحمر والخليج العربي بسفينة أبحاث متخصصة ( ابن ماجد (، تشمل المصايد البحرية والصيد التقليدي والبيئة البحرية ومستقبل الزراعة السمكية .
ولقد رسمت المملكة العربية السعودية إستراتيجية لتطوير الثروة السمكية وخاصة مشاريع الاستزراع السمكي ، بدأت تلك الإستراتيجية بمبادرة تبنتها وزارة الزراعة آنذاك في زمن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وانتهت هذه المبادرة ببرنامج للتطوير وبميزانية تجاوزت الأربعة مليارات ريال سعودي ، وحددت هدف إنتاج 600 ألف طن من المزارع السمكية بحلول عام 2029 -بإذن الله- وأقرّ مجلس الوزراء هذا الهدف .
وتفاعل القطاع الخاص بالمملكة مع هذه الجهود منذ بداية الثمانينيات الميلادية ؛ فقامت مشاريع تجارية على نطاق واسع في كل من المياه العذبة والمياه البحرية ، وشملت أصنافًا عديدة من الأسماك والربيان ولم تكتفِ بالسوق المحلي فقط بل وصل إنتاجها لأوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية .
�� من خلال معرفتكم بواقع الإنتاج السمكي بالمملكة ، فما الصعوبات التي تواجه الإنتاج السمكي بالسعودية كما ترونها أنتم ؟
الثروة السمكية هي مورد طبيعي متجدد بالمملكة سواء من خلال البحر الأحمر أو الخليج العربي ، فقد منح الله -سبحانه وتعالى- المملكة العربية السعودية هاذين الموردين بسواحل تتجاوز 3000 كم وهما ذراعان لبحر العرب والمحيط الهندي المعروف بالتنوع الأحيائي ، وبتعدد الأصناف الكثيرة ، حيث تجد أن مجموعة الهوامير تشمل أصناف قد تتجاوز العشرين صنفًا ومجموعة البياض ، ومجموعة الماكريل ، والتونة ، والبريم ، والأسماك الغضروفية كذلك وغيرها ، وقد سجّل بالمملكة ( 64 ) صنفًا من الأسماك تم تصنيفها بالأسماك التجارية التي هي أكثر طلبًا وصالحة ومفضلة للمستهلك الخليجي ، وكذلك تتواج آلاف الأصناف الأخرى في هذه البحار سواء النباتية منها أم الحيوانية الأصل ، وهذه الأحياء تتكاثر طبيعيًّا ولها مناطق أعشاش ودورة حياة وقدرة بيولوجية على التكاثر لا يمكن أن تتجاوزها ، وكلما كان صيد واستخراج هذه الأصناف متوائمًا مع قدرتها البيولوجية على التكاثر كانت الاستدامة
35
بحرنا يناير مارس 2017