#مجلة_بحرُنا 3 | Page 28

الاستزراع السمكي
بحرنا تحقيق
الاستزراع السمكي
الشكل ( 4 ‏(:‏ نسبة مساهمة الاستزراع السمكي والمصائد الطبيعية في الإنتاج الكلي للأسماك والاستهلاك البشري في عام ‎2014‎ والمتوقع لعام . ‎2025‎
أهمية الاستزراع السمكي
هناك تساؤلات مستمرة ونقاشات حول جدوى الاستزراع السمكي في ظل وجود محيطات وبحار وإنتاج سمكي ، مع ما يمكن أن تسببه مشاريع الاستزراع السمكي من تأثيرات على البيئة البحرية ، وهذه التساؤلات قد تكون منطقية للوهلة الأولى ، ولكن دعونا نتعمق قليلاً‏ في هذه المسألة وننظر هل البحار والمحيطات قادرة اليوم وفي ظل الظروف الحالية من الصيد الجائر وارتفاع أعداد السكّ‏ ان وزيادة إقبالهم على الأسماك لتزويد البشرية باحتياجاتها من الأسماك دون وجود مصدر مساعد ؟ الإجابة تأخذنا في البداية إلى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي مع عالم البحار الفرنسي الشهير جان إيف كوستو الذي كرس حياته لفهم المحيطات والبحار وعالم الأسماك ، حيث قال هذا العالم جمله شهيرة : “ sea We must plant the and herd its animal using the sea as farmers instead of hunters . That is what civilization is all about –
‏.”‏ farming replacing hunting وتعني هذه الجملة : “ يجب علينا استخدام
البحار كمزارعين ومربي أسماك بدل الصيد ،
وهذا هو معنى الحضارة بشكل عام ، الزراعة بديل للصيد ‏”.‏
وفي ذلك الوقت ، لم يكن الاستزراع السمكي معروفًا ومتطورًا بشكل كبير ، وهذا يدل على أن هذا العالم الكبير قد استنتج من خلال دراساته بأنه سوف يأتي وقت تستنزف فيه المحيطات بالصيد الجائر وتأتي أهمية الاستزراع كمصدر مساعد لتوفير الأسماك .
واليوم ثمّةَ‏ حوالي ‎580‎ نوعًا مستزرعًا من الكائنات المائية يتم استزراعها في حوالي ‎200‎ دولة حول العالم ، وهذا يدل على أهمية وانتشار الاستزراع في مختلف دول العالم ، وطبقًا لأحدث إحصائيات وبيانات منظمة الفاو ، فإنّ‏ حوالي % ‎90‎ من المخازين السمكية الهامة التي تراقبها هذه المنظمة : إما مستغلة بشكل كامل ( ‎58‎ ‏%(‏ أو مستغلة بشكل جائر ‏)%‏ ‏(.‏ ‎32‎ والمخازين المستغلة بشكل كامل قد وصلت إلى أقصى إنتاج مستدام تستطيع معه إعادة بناء نفسها وبالتالي لايمكن زيادة الإنتاج منها . أما المخازين المستغلة بشكل جائر فقد تخطت هذه المرحلة ولايمكنها إعادة بناء نفسها وبالتالي فهي بحاجة إلى وضع إجراءات إدارة حازمة للسماح لها باعادة بناء نفسها مجددًا . وبالأخذ في الاعتبار هذه البيانات ، ومع زيادة أعداد السكان حول العالم
والتي من المتوقع أن تصل إلى ‎7.4‎ مليار نسمة في ‎2030‎ و‎9.7‎ مليار نسمة بحلول عام
‎2050‎ ومع ارتفاع معدلات استهلاك الأسماك ، فإنّ‏ البحار والأنهار لن تكون قادرةً‏ على تلبية الطلب المتزايد على الكائنات المائية ، وهنا يأتي دور الاستزراع السمكي كمصدر مساعد في توفير البروتين الحيواني الصحي من خلال الكائنات المائية ، كما أن معظم الإنتاج السمكي من الاستزراع السمكي يكون موجهًا للاستهلاك البشري .
إنّ‏ الاستزراع السمكي يساهم في توفير الأمن الغذائي العالمي والإقليمي والوطني ، كما أنه يساهم في توفير فرص عمل لسكان المناطق الساحلية حول العالم ، وتساهم مشاريع الاستزراع السمكي في تنويع مصادر الدخل القومي للدول التي توجد بها هذه المشاريع . ومن خلال مشاريع الاستزراع السمكي يمكن استغلال المساحات الشاسعة الغير مستغلة على الشواطئ والتي لاتصلح لإقامة أية مشاريع أخرى عليها ، كما يقوم الاستزراع السمكي بتوفير أسماك ذات قيمة اقتصادية عالية في فترة محدودة وفي غير مواسم صيدها لبعض الأنواع . وفيما يتعلق بالمخازين السمكية المتدهورة ، فإنه يمكن إعادة بنائها من خلال عمليات إنتاج صغار الكائنات المائية في
بحرنا يناير مارس ‎2017‎ ‎28‎