#مجلة_بحرُنا 3 | Page 12

بحرنا تحقيق
تعتبر الثروة السمكية عنصرًا أساسيًّا في إستراتيجيات الأمن الغذائي العربي ؛ لكونها أحد أهم القطاعات الواعدة ، التي تفتح آفاقًا غير محدودة لسد العجز في البروتين الحيواني وتوفيره بتكاليف منخفضة ، وخاصة أن الأسماك تحتوي على نسبة عالية من البروتين ‏)%‏ ‎18.5‎ ) والذي يتميز باحتوائه على نسبة كبيرة من الأحماض الأمينية الأساسية . وفي ظل زيادة الطلب على المنتجات السمكية ، وضعف المصايد الطبيعية وعجزها عن تلبية الاحتياجات ، اتجهت الأنظار نحو الاستزراع المائي ، وخاصة أن دول المنطقة العربية تمتلك مسطحات مائية شاسعة تصلح للاستزراع . وقد حقق الاستزراع السمكي تطورًا كبيرًا في بعض البلدان العربية خلال العقد المنصرم ، حتى أصبح نشاطً‏ ا تجاريًّا مستقلاً‏ ، ومن المتوقع أن يستمر هذا القطاع في النمو المضطرد ، إذا تم الأخذ في الاعتبار القضايا المرتبطة بالتنمية المستدامة ، وعلى الأخص القضايا المتبادلة بين البيئة والاستزراع السمكي ، والمنافسة بين الاستخدامات المختلفة للموارد ، وتوافر الأعلاف والسيطرة على الأمراض ووفرة مستلزمات الإنتاج .

طرق استزراع

والاستزراع هو أحد المجالات التي بإمكانها زيادة الإنتاج السمكي والتقليل من الاعتماد على المصائد السمكية الطبيعية في البحار والأنهار وفي الوقت ذاته نجد الاستزراع السمكي نشاطً‏ ا اقتصاديًّا متكاملاً‏ يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وفي إنتاج أعلاف للثروة الحيوانية كما أن المياه المستخدمة في أحواض الاستزراع السمكي يعاد استخدامها في ري المزروعات وأيضا تستخدم كأسمدة ومخلفات الاستزراع مع مخلفات الثروة الحيوانية يمكن استخدامها في توليد الطاقة الكهربائية .
والمزرعة السمكية ما هى إلا عبارة عن تربية الأسماك تحت ظروف وشروط معينة بشكل يتيح لها النمو والتكاثر ثم حصادها بعد فترة زمنية بطريقة منظمة تحقق أفضل عائد بأقل
إيمان بنت سليمان الخروصية أخصائية أحياء بحرية
التكاليف من الوحدة المساحية وتحافظ على استمرار الإنتاج موسمًا بعد آخر .
وفي هذا المقال سيتم التطرق إلى وإستراتيجيات وطرق استزراع الروبيان البحري .
استزراع الروبيان
بدأ استزراع الروبيان الحديث في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات عندما قام باحثون فرنسيون في تاهيتي بتطوير تقنيات التربية المكثفة وتربية أنواع مختلفة من الروبيان البينيدي ، إذ أنها شملت تربية النوع
بينيوس جابونيكوس وبينيوس مونودون .
حتى إلى وقت مبكر من الثمانينيات كان محصود الروبيان العالمي يتألف على وجه الحصر تقريبًا من مصيد البحار والخلجان . وفي عام ‎1982‎ شكل المحصول المُربى 5
% من إجمالي انتاج الروبيان ، وبحلول ‎1990‎ ساهم استزراع الروبيان بنسبة وقدرها % ‎25‎ من إنتاج الروبيان العالمي .
لقد نشطت عمليات استزراع الروبيان بعد زيادة الطلب على استهلاكه ونقص المحصول الطبيعي أو عدم كفايته لتلبية السوق ، كما شجع انفتاح الأسواق الكبيرة مثل اليابان والولايات المتحدة حكومات العالم الثالث إلى التوجه لتنمية استزراع الروبيان خاصةً‏ للتصدير . فحوالي % ‎75‎ من الروبيان المستزرع يُنتج في
بحرنا يناير مارس ‎2017‎ ‎12‎