فنون طبية fnoon issue 2 | Page 5

فضاءات من ورق

طفل يلهو بالحروب

علي نفل

منذُ‏ العراقِ‏ وطفلُ‏ الموتِ‏ يتبعُهُ‏ ألعابُهُ‏ الحُ‏ مرُ‏ لم تقنعْ‏ خسارتَهُ‏ ‏.....‏ وبئرهُ‏ الحربُ‏ لم يتركْ‏ لها سعة كمثلِ‏ موسى وقد أخفتْهُ‏ مرضعةٌ‏ ‏.....‏ هنا الموائدُ‏ لا تكفي لخيبتهِ‏

لم يتركِ‏ الأهلُ‏ لي كنزاً‏ لأخفيَهُ‏ ‏.....‏ لمَّا جرى الفقدُ‏ كان الصوتُ‏ منزوياً‏ أكلَّّما مرَّ‏ طوفانٌ‏ بقريتنا ‏.....‏ وكلّّما نام طفلٌ‏ في يد امرأةٍ‏

لم أدّعِ‏ الحزنَ‏ كانت دَوْلتي وَجَعي ‏.....‏ فكم سأردمُ‏ جرحَ‏ الأرض يا أبتي كأنَّ‏ موتَ‏ العراقيين منْ‏ كرمٍ‏ ‏.....‏ تركتُ‏ نصفي على أعتاب خنجرهِ‏ حتى انكساري وقورٌ‏ رغمَ‏ أنَّتهِ‏ ‏.....‏

فلو تساقطتُ‏ كلّّ‏ كانَ‏ لي وطنٌ‏ أنا انتماءٌ‏ لجُ‏ وعي رغمَ‏ قسوتِهِ‏

‏.....‏ حملتُه فوق ظهري كي يُحصّ‏ نني فكم كبرنا على أصواته زمناً‏ ‏.....‏ أنا احتمالُ‏ جواباتٍ‏ لأسئلةٍ‏ حتى تكسَّ‏ تُ‏ كالمنفى بلا جهةٍ‏ ‏.....‏ للحربِ‏ بابٌ‏ قديمٌ‏ كنتُ‏ أكسهُ‏ لأننا دائماً‏ نحتاجُ‏ معجزةً‏ هناكَ‏ يأتي بلا وقتٍ‏ . ومعذرةً‏

يلهو كثيراً‏ فَمَنْ‏ يأتي وَ‏ يصفعُهُ‏ بأيّ‏ جرحٍ‏ جديدٍ‏ سوف أقنعُهُ‏ ‏.....‏ فكلُّّ‏ عمرٍ‏ بقلبِ‏ البئر يُودعُهُ‏ أخفيتُ‏ طفل ولكنْ‏ منْ‏ سيرضعُهُ‏ ‏.....‏ فصرتُ‏ أفرغُ‏ من حزني وأشبعُهُ‏ لكنّهُ‏ رغم فقدي عادَ‏ يوقعُهُ‏ ‏.....‏ وكنتُ‏ وحدي بلا وعيٍ‏ وأسمعُهُ‏ أكلّّمُ‏ القلبَ‏ عن نوحٍ‏ وأخدعُهُ‏ ‏.....‏ يفزُّ‏ صوتٌ‏ من القتلى وَيُفزعُهُ‏ وضيفيَ‏ الدمعُ‏ ‏..‏ ضيفي كيف أرجعه ؟!‏ ‏.....‏ وكلُّّ‏ من جاء بعدي صار يوسعُهُ‏ فكلّّما فاض في أهل يوزّعُهُ‏ ‏.....‏ حتى التصقنا كأنيّ‏ الآن مضجعُهُ‏ لأنّهُ‏ دائماً‏ للتمر منبعُهُ‏ ‏.....‏ سيخبرُ‏ الأرضَ‏ أنيّ‏ لا أُودِّعُهُ‏ ورغمَ‏ ما قالت البلدان تخلعُهُ‏ ‏.....‏ وإن تعثرتُ‏ في قلبي سأطبعُهُ‏ وكان يُخطئني عمداً‏ وأتبعه ‏.....‏ من الحياةِ‏ ولي دين سيقطعُهُ‏ فكيف أتقنُ‏ منفى ثم أجمعُه ! ‏.....‏ وكلّّما لاحَ‏ صبحٌ‏ عدتُ‏ أقرعُهُ‏ سأسكبُ‏ الحبَّ‏ في حزني وأجرعه فليسَ‏ للحبِّ‏ ربٌ‏ سوفَ‏ يمنعه

3