Test Drive fgdtrete | Page 15

‫البطالة واآلثار النفسية‬ ‫إذ أن هذا التغاير وعدم املالءمة قد يكون بسبب التوسع يف استخدام التقنية احلديثة‬ ‫وامليكنة يف مؤسسات ومنشآت األعامل مما ينتج عنه تقليص االعتامد عىل األعامل املؤداة‬ ‫يدويا وبالتايل يتم االستغناء عن عدد كبري من القوى العاملة وبذلك يكون مآهلا الترسيح‬ ‫من العمل «البطالة». أو أن هذا التغاير املسبب للبطالة اهليكلية يعود يف األساس إىل مشكلة‬ ‫يف نوعي�ة التأهي�ل العلمي أو التقني «الفني» للقوى العاملة. مثل نقص وقصور التأهيل‬ ‫باملعارف واملهارات الالزمة لش�غل فرص العمل اجلديدة واملعتمدة بش�كل رئييس عىل‬ ‫متطلبات تتعلق بمستوى متقدم من حيث التأهيل والتخصص «االختصاص» العلمي،‬ ‫أو إتق�ان عال للمهارات املرتبطة باس�تخدام وتطبيق التقنية وامليكنة احلديثة، لذا حتدث‬ ‫البطال�ة اهليكلي�ة نتيجـ�ة لعـدم املواءم�ة والتجـانس بني خمرجـ�ات التعليم ومتطلبات‬ ‫سوق العمـل.‬ ‫ثانيا: الدراسات السابقة‬ ‫يرتبط مفهوم التوافق االجتامعي أساسا بشعور وإحساس ذايت عند الفرد، ويتأثر‬ ‫هذا الشعور واإلحساس سلبا أو إجيابا بحالة التعطل من عدمه، لذا يمكن القول أن العمل‬ ‫يعزز لدى اإلنس�ان روابط االنتامء االجتامعي ومستوى اإلحساس والشعور باملسؤولية‬ ‫جت�اه الذات واملجتمع مما يؤثر عىل درجة ومس�توى الش�عور بحال�ة التوافق االجتامعي‬ ‫االجيايب عند الفرد. أما بالنس�بة حلالة التعطل فيتس�م الكثري من العاطلني بعدم الس�عادة‬ ‫وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة الشخصية مما يؤثر سلبا عىل حالة التوافق‬ ‫االجتامعي لدهيم. علام أن التأثري الس�لبي حلالة التعطل يكون يف األساس نتيجة لفقدان‬ ‫الفرد العاطل لكل من الدخل «الراتب» والدور االجتامعي للوظيفة واملصاحبني للعمل‬ ‫(424:0002 .‪.)Dooley et al‬‬ ‫هلذا تؤدي حالة التعطل (البطالة) إىل تعرض العاطلني عن العمل للكثري من مظاهر‬ ‫عدم التوافق االجتامعي والنفيس، مما جيعلهم يتعرضون للضغوط النفسية كثر ًا من غريهم‬ ‫بس�بب معاناهتم من الضائقة املالية والتي تنتج من جراء البطالة، إضافة إىل أن كثري ًا من‬ ‫العاطلني عن العمل يتصفون بحــاالت من االضطرابات النفس�ية والشخصية(‪Vuori‬‬ ‫525:9991 ,‪ .)and Vesalainen‬كام أكد واترس ومور حقيقة اعتالل الصحة النفسية عند‬ ‫751‬