البطالة واآلثار النفسية
إذ أن هذا التغاير وعدم املالءمة قد يكون بسبب التوسع يف استخدام التقنية احلديثة
وامليكنة يف مؤسسات ومنشآت األعامل مما ينتج عنه تقليص االعتامد عىل األعامل املؤداة
يدويا وبالتايل يتم االستغناء عن عدد كبري من القوى العاملة وبذلك يكون مآهلا الترسيح
من العمل «البطالة». أو أن هذا التغاير املسبب للبطالة اهليكلية يعود يف األساس إىل مشكلة
يف نوعي�ة التأهي�ل العلمي أو التقني «الفني» للقوى العاملة. مثل نقص وقصور التأهيل
باملعارف واملهارات الالزمة لش�غل فرص العمل اجلديدة واملعتمدة بش�كل رئييس عىل
متطلبات تتعلق بمستوى متقدم من حيث التأهيل والتخصص «االختصاص» العلمي،
أو إتق�ان عال للمهارات املرتبطة باس�تخدام وتطبيق التقنية وامليكنة احلديثة، لذا حتدث
البطال�ة اهليكلي�ة نتيجـ�ة لعـدم املواءم�ة والتجـانس بني خمرجـ�ات التعليم ومتطلبات
سوق العمـل.
ثانيا: الدراسات السابقة
يرتبط مفهوم التوافق االجتامعي أساسا بشعور وإحساس ذايت عند الفرد، ويتأثر
هذا الشعور واإلحساس سلبا أو إجيابا بحالة التعطل من عدمه، لذا يمكن القول أن العمل
يعزز لدى اإلنس�ان روابط االنتامء االجتامعي ومستوى اإلحساس والشعور باملسؤولية
جت�اه الذات واملجتمع مما يؤثر عىل درجة ومس�توى الش�عور بحال�ة التوافق االجتامعي
االجيايب عند الفرد. أما بالنس�بة حلالة التعطل فيتس�م الكثري من العاطلني بعدم الس�عادة
وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة الشخصية مما يؤثر سلبا عىل حالة التوافق
االجتامعي لدهيم. علام أن التأثري الس�لبي حلالة التعطل يكون يف األساس نتيجة لفقدان
الفرد العاطل لكل من الدخل «الراتب» والدور االجتامعي للوظيفة واملصاحبني للعمل
(424:0002 ..)Dooley et al
هلذا تؤدي حالة التعطل (البطالة) إىل تعرض العاطلني عن العمل للكثري من مظاهر
عدم التوافق االجتامعي والنفيس، مما جيعلهم يتعرضون للضغوط النفسية كثر ًا من غريهم
بس�بب معاناهتم من الضائقة املالية والتي تنتج من جراء البطالة، إضافة إىل أن كثري ًا من
العاطلني عن العمل يتصفون بحــاالت من االضطرابات النفس�ية والشخصية(Vuori
525:9991 , .)and Vesalainenكام أكد واترس ومور حقيقة اعتالل الصحة النفسية عند
751