املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد 62 ـ العدد 15
لظروفه�ا» (احلفن�ي، 8791م: 603)، وعلى العك�س م�ن ذل�ك يشير س�وء التوافق
االجتامع�ي إىل «س�وء التكيف مع البيئة املادية أو الوظيفي�ة أو االجتامعية وما يتلو ذلك
من مضاعفات انفعالية وسلوكية» (احلفني، 8791م: 744).
ووفقا ملنظور علم االجتامع حتدث عملية التوافق يف األساس كنتيجة لوجود حالة
من التوازن يف نظام الوحدات االجتامعية املكونة من طرفني فأكثر، وحيث يشري مفهوم
التوازن االجتامعي إىل جمموعة الرشوط والظروف التي من خالهلا تتفاعل وبشكل إجيايب
وتعاوين املؤسسات الرئيسية املكونة للمجتمع:املؤسسات اإلدارية واالجتامعية، الطبقات
االجتامعية، النظام السيايس، النظام األرسي. لذا تقوم هذه املؤسسات كوحدات اجتامعية
يف النظ�ام االجتامعي للمجتمع بدور هام من حيث التأثري يف عملية التكيف االجتامعي
عند الفرد(885:0991 ,.)Farley
2 ـ قوة العمل
يرتبط مفهوم قوة العمل بحالة التعطل من حيث إنه املحك أو املرتكز الرئيس والذي
م�ن خالل�ه يتم حتديد احلالة النظامية للتعطل، حيث إن بلورة مفهوم قوة العمل تس�هم
يف عملية التحديد النظامي «القانوين» ألفراد املجتمع ممن يمكن أن يعتربوا وفقا للنظام
ضمن قوة العمل، إضافة إىل حتديد أولئك الذين يعدون نظاما خارج قوة العمل. إذ أن
التحديد الدقيق للحالة التي يعد فيها الفرد نظاما متعطال عن العمل يس�هم بش�كل كبري
يف بلورة مفهوم البطالة من جانب ويف حتديد أعداد العاطلني (حجم البطالة) ونس�بتهم
إىل قوة العمل من جانب آخر.
لذا يشير مفهوم قوة العمل إىل أولئك القادرين من الناحية الصحية والبدنية عىل
العمل وتبلغ أعامرهم مخسة عرش عاما فأكثر ذكور ًا أو إناث ًا، سواء كانوا ضمن املشتغلني
أو املتعطلين. علما أن ه�ذا التعريف خي�رج بالطبع مجيع امللتحقني بالدراس�ة والقائمني
باألعامل املنزلية وغري القادرين عىل العمل واملحالني إىل التقاعد أو غري املشتغلني مم a