واحذر الكسلَ و التسويفَ وتأجيلَ الأعمال مهما كانت بسيطة فهذه الأعمال إذا تراكمت قد تفسد عليك لذة الأيام القادمة " لا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد لأن في الغدِ عملٌ آخر ". ولا أقول إنه عليك أنت تقضي جلّ وقتك في الجد ، بل عليك أن تخصص بعضاً من وقتك لتغذي فيها احتياجاتك النفسية والبدنية والعقلية وكل ذلك بشكل مخطط ودقيق ، كممارسة إحدى هواياتك أو الانخراط في المجتمع عن طريق الأعمال التطوعية. كل ذلك يجب ألا ينسيك أيها الطالب الهدف الأسمى والأساسي الذي جئت من أجله ألا وهو طلب العلم.
على الإنسان أن يستغل كل لحظة من عمره فيما يفيده ، وكما صدق رسولنا الكريم " لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْ مَ الْقِيَامَةِ حَ َّتى يُسْ أَلَ عَنْ أَرْ بَعٍ: عَنْ عُمْرِ هِ فِيمَا أَفْنَاهُ, وَ عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ, وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَ فِيمَا أَنْفَقَهُ, وَ عَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ". وأنت كذلك لا تنس أن تستفيد من وجودك هنا في بلد الدراسة بعيدا عن الوطن. واستغل هذه الفترة العمرية فيما يعود عليك بالمنفعة في حياتك العلمية والعملية في الحاضر والمستقبل.
اصرف مالك بحكمة
إدارة المال تُعدّ من أبرز المشاكل التي تواجه الطلبة الجدد ، حيث إن الطالب قد يكون ولأول مرة يعتمد فيها على نفسه في قضاء أمور معيشته. لذلك عليك أيها الطالب أن تقوم بالتخطيط المسبق و الذكي في كيفية صرف المستحقات الشهرية. بحيث يمكنك أن تخصص مبلغا ماليا محددا لكل من أمورك المعيشية الثابتة كالإيجار والفواتير وأيضا مأكلك وأمورك المعيشية الأخرى كل ذلك يتم صرفه حسب المخطط له. ولا تنس أن تخصص ولو جزءا بسيطا من مرتبك للتوفير سواء كان للأمور الطارئة أو للترفيه والكماليات الأخرى. في النهاية ، أنت تحاسب نفسك. أنت ولا أحد سواك يستطيع التحكم في أسلوب حياته ونظام معيشته. قد تكون المغريات هنا كبيرة و كثيرة لكن أنت بحكمتك وإدارتك الصحيحة للمال ستجعل غربتك واقعا جميلا وسيسهل عليك عملية التأقلم فيها.
26 1