فلتكن لديك ثوابت :
يُعدّ الوازع الديني إحدى الركائز الأساسية التي يستلزم علينا كمسلمين التمسك بها ، والتي يجب ألا تتغير بتغير المكان والزمان . ولا شك بأن التطورات المدنية والحضارية التي ظهرت في مختلف مجالات الحياة أدت إلى ظهور بعض الإشكالات التي أسهمت بشكل أو بآخر في ظهور فتن تهز فكر الشباب المسلم وسلوكه . سافر ، اكتشف ، تعرّف ، اطلّع ، اختلط ، ابحث في الثقافات بمختلف أنواعها ولكن حذاري أن تقودك مغريات الحياة إلى الابتعاد عن ربك والتخلي عن دينك . كن مرنًا ووازن بين دينك ودنياك ” وابتغِ فيما آتاك الله الدارَ الآخرة ولا تنسَ نصيبك من ال ُّدنيا “ القصص77 . اختر من تصاحب بعناية فالصحبة لها دور كبير في تشكيل شخصية الفرد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَ الِل “ . وهنا في أستراليا التي تعد واحدة من الدول التي تؤمن بتعدد الثقافات والأديان لك مطلق الحرية كمسلم أن تمارس شعائرك الدينية ولكن بلا ضرر ولا ضرار . وابتعد كل البعد عن الدخول في نقاشات دينية وثقافية في غير وقتها ومكانها المناسب ، بل قدم احترامك وابتسامتك للجميع واجعل خلقك في دينك .
إتسم بالمرونةَ :
كل مسافر سواء كان مبتعثا لدراسة أو عمل أو سائح للتنزه والترفيه غالبا ما يرسم في مخيلته شكل البيئة الجديدة وأسلوب معيشته الجديد ولكن السؤال هنا هل هذه الصورة دائمًا صحيحة ؟ أم هي مجرد توقع خاضع للكثير من التغيرات التي قد تصدم البعض ؟ من الطبيعي جدًا أن تختلف البيئة الجديدة عما تعودت عليه في وطنك لكن الإنسان الذكي هو من يتكيف مع هذه الاختلافات دون تعصب أو انحياز لتصور قديم . لتفادي هذا الانغلاق الفكري احرص دائما على تقبل المحيط الجديد بثقافته واختلافاته بأخذ الجيد بما يتناسب مع دينك و مبادئك وقيمك وترك كل ما هو رديء . وامتنع عن صرف وقتك في المقارنة بين مجتمعك ومجتمعهم بل استثمره في التركيز على هدفك والسعي إلى تحقيقه . وادرك أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة ولا يصح إصدار حكم عام بأفضلية مجتمع عن غيره .
ماشي وقت !!
جملة نسمعها كثيرا عند فوات الأوان ، قد تكون نتيجة عدة عوامل أهمها عدم التخطيط الصحيح لاستغلال الوقت ، إذ تُعدّ إدارة الوقت من أهم القضايا التي تواجه الطالب المبتعث ؛ لأنه يخرج من بيئة العائلة التي قلّ ما يكون اعتماده فيها على نفسه ، إلى بيئة جديدة تجبره على الاعتماد على نفسه بشكل تام في مختلف أمور حياته . وتعد إدارة الوقت الخط الذي يفصل الإنسان الناجح عن غيره . و نذكر هنا بشكل خاص الحياة الجامعية ، حيث تتطلب الكثير والكثير من الوقت سواء كان بحضورك للمحاضرات أو إنجازك المهمات المطلوبة أو القراءة وغيرها من الأعمال . وهناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن يتخذها الطالب كأسلوب حياة لتساعده على تنظيم وقته . أهمها التخطيط الأولي الدقيق ، حيث يمكنك أن ترسم خططك للمدى القريب والبعيد ثم تسعى جاهدا إلى تحقيقها ، واجعل نصب عينك الإنجازات التي ستحققها .
25 1