Ghazl Mahalla Bulletin Issue 1 Jan. 2017 | Page 7

‎30‎ النشرة الثقافية- العدد الأول

قيمة

قيمة الإنسان في عمله وجهده
العمل أساس الحياة التي نعيشها ونحياها ، فهو المصدر
الرئيسي للرزق الذي يرتجيه كل إنسان على وجه الأرض ‏..‏ عرف الإنسان العمل منذ بدء الخليقة ؛ فالعمل بالنسبة له أحد العوامل الرئيسية لاستمرار الحياة وتوفير مستلزماتها ، والإنسان الذي لا يعمل غير فعّال وغير منتج وتقل أهميته ، لأن العمل هو الذي يحدد مستوى الإنسان المعيشي وقيمته في المجتمع. ويقول الدكتور شعبان محمد إسماعيل- أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر: حثّ‏ ديننا الحنيف على أهمية العمل في كثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة لأنه يعتبره عزةً‏ وكرامةً‏ للإنسان ودرعاً‏ واقياً‏ ضد الذل والحاجة. لذلك جاءت الآيات القرآنية بها أمر إلهي على وجوب العمل للإنسان مثل قوله تعالى ﴿ وَقُلِ‏ اعْمَ‏ لُوا فَسَ‏ يرَ‏ ‏َى اللَّهُ‏ عَمَلَكُمْ‏ وَرَسُ‏ ولُهُ‏ وَالْمُؤْمِنُونَ‏ ، وَسَ‏ ترُ‏ ‏َدُّونَ‏ إِلىَ‏ عَالِمِ‏ الْغَيْبِ‏ وَالشَّ‏ هَادَةِ‏ فَيُنَبِّئُكُمْ‏ بمِ‏ ‏َا كُنْتُمْ‏ تَعْ‏ مَ‏ لُونَ‏ ﴾ ، « سورة التوبة: الآية » ‎105‎ ، ويقول الله تعالى لنبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- في هذه الآيات أن يقول لهؤلاء
الذين اعترفوا له بذنوبهم من المتخلفين عن الجهاد معه أن يعملوا لله بما يرضيه من طاعة وأداء فرائض ، فإن الله تعالى سيرى عملهم وسيردون يوم القيامة إلى من يعلم سرائرهم وعلانيتهم فهو سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شئ من باطن أمورهم وظواهرها فيخبرهم إذا كان هذا العمل خالصاً‏ لوجهه أو رياء أو طاعة أو معصية فيجازيهم على ذلك كله المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته.
أهمية العمل
وتأتي أهمية العمل في الإسلام على لسان النبي- صلى الله عليه وسلم – في قوله: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً‏ أن يتقنه ، ويجب أن يكون العمل الذي يعمله الإنسان عملاً‏ شريفاً‏ يراعي فيه شرع الله ونهج نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم ، وقواعد الإسلام وسلوك الأنبياء والصالحين تشير إلى وجوب العمل لاكتساب المال من وجهٍ‏ حلال للإنفاق منه على النفس والأهل والارتقاء بهذا المال في الحياة ويستغني به عن السؤال. وأهمية العمل كبيرة وجليلة ؛ سواء للفرد أو للدول ، فالمجتمعات والدول يقاس مدى جديتها وتقدمها بمدى اهتمامها بالعمل ، والدول المتقدمة في العصر الحاضر لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم في العلوم والتكنولوجيا إلاّ‏ بجدية أبنائها في العمل. وأسلافنا المسلمون السابقون لم يبنوا حضارتهم الإنسانية الكبيرة إلاّ‏ بإخلاصهم في العمل. لذلك حثّت كل الأديان السماوية على
العمل الجاد وحاربت البطالة لما لها من آثار سلبية على المجتمع ، بل جعل الإسلام العمل المفيد من أسباب الثواب وزيادة الحسنات ، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتعلق بهذا المعنى ومنها قوله تعالى: ﴿ هُوَ‏ الَّذِي جَعَلَ‏ لَكُمُ‏ الأْ‏ ‏َرْضَ‏ ذَلُولاً‏ فَامْشُ‏ وا فيِ‏ مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ‏ رِزْقِهِ‏ وَإِلَيْهِ‏ النُّشُ‏ ورُ‏ ﴾ ، « سورة الملك: الآية » ‎15‎.
مهن وحرف
تضمنت السنة النبوية الشريفة العديد من النصوص التي تحث على العمل والكسب الحلال ؛ كما جاء في حديث النبي- صلى الله عليه وسلم: ما أكل أحدٌ‏ طعاماً‏ خيراً‏ من أن يأكل من عمل يده ، وقوله- صلى الله عليه وسلم: من أمسى كالاًّ‏ من عمل يده أمسى مغفوراً‏ له ، وأشار القرآن الكريم إلى بعض الأعمال والصناعات المفيدة ، فقد نوّه إلى مادة الحديد التي لها دور اليوم في مجال الصناعات في قوله تعالى: ‏﴿...‏ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ‏ فِيهِ‏ بَأْسٌ‏ شَ‏ دِيدٌ‏ وَمَنَافِعُ‏ لِلنَّاسِ‏ ‏...‏ ‏﴾،‏ « سورة الحديد: الآية ‏«،‏ ‎25‎ وأشار إلى صناعة الملابس في قوله تعالى: ‏﴿...‏ وَمِنْ‏ أَصْ‏ وَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلىَ‏ حِينٍ‏ ﴾ ، « سورة النحل: الآية ‏«،‏ ‎80‎ وإلى الزراعة في قوله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ‏ مَا تَحْرُثُونَ‏ ، أَأَنْتُمْ‏ تَزْ‏ رَ‏ عُ‏ ونَهُ‏ أَمْ‏ نَحْنُ‏ الزَّارِعُونَ‏ ﴾ ، « سورة الواقعة: الآيتين
، ‎64‎- ‎63‎ وكان أنبياء الله ورسله سلام الله عليهم جميعاً‏ يعملون في مهن مختلفة ، فقد كان نبي الله آدم يعمل في الزراعة ونبي الله داود يعمل في الحدادة ونبي الله نوح يعمل في النجارة ونبي الله موسى يعمل راعياً‏

‎30‎ النشرة الثقافية- العدد الأول