11
النشرة الثقافية - العدد الأول
المعوقات التي تواجه القطن والغزل والنسيج بمصر وإيجاد حلول علمية تهدف إلي زيادة تنافسية قطاع الغزل والنسيج محلياً ودولياً ، وكان من أحد أهم أهداف الحملة القومية للنهوض بالصناعات النسيجية حماية القطن المصري من الغش التجاري ، ومنع استخدام العلامة التجارية للقطن المصري علي منتجات مصنّعة بأقطان غير مصرية مماّ يؤثر بالسلب علي سمعة القطن المصري . وتم تشكيل فريق بحثي مكون أ . د . محمد نجم و أ . د . سوزان سند لدراسة هذه الجزئية وخاصةً أنه لم يكن هناك حتى وقت قريب اختبار موثّق ودقيق للتفريق بين الخيوط والأنسجة والملابس المصنوعة من القطن المصري أو من أقطان أجنبية أخرى مثل القطن الابلند اليونانى أو الهندى أو الباكستانى أو السودانى أو حتى الأمريكي أو الأقمشة المصنوعة من الخلط بين نوعي القطن المصرى والأبلند . حيث تلاحظ أن هناك بعض الدول تستورد في حدود ثلاثة ألاف طن من القطن المصري من مصر بينما تقوم بتصدير منتجات قطنية مغشوشة مكتوب عليها صنعت من القطن المصرى ووضع عليها شعار القطن المصرى المميز بما يساوى ثلاثون ألف طن بما يتنافى مع المنطق وبما يضر كثيراً بالاقتصاد المصري
ش رح ال� �
ة ف كر�
في العقدين السابقين ؛ كان هناك تطوراً كبيراً في استخدام التمييز الجيني وأصبح من السهولة تشخيص بعض الادعاءات في النسب للآباء ، وأصبح هناك قواعد أساسية للحكم الدقيق في إثبات النسب كأحد علوم الهندسة الوراثية ، وأصبحت تكنولوجيا
DNA واحدة من علوم الصدارة جنباً إلى جنب مع علم التكنولوجيا الحيوية . فالحمض النووي داى أوكسى ريبوزي DNA هو حمض معقد التركيب الجزيئي وهو موجود في كل خلايا جسم الانسان وكذلك كل الكائنات الحية ، وهو يحمل الشفرة الوراثية للإنسان ولكافة الكائنات الحية كما أنه المسئول عن توارث الصفات الوراثية من جيل لجيل . قام الباحثان أ . د . محمد عبد الرحمن نجم و أ . د . سوزان سند بعزل الحمض النووى " أو الجزيئات البيولوجية " من شعيرات القطن سواء كان هذا القطن خاماً أو
خيوطاً أو منسوجات أو أقمشة تريكو أو أقمشة مجهزة ، وعزل تلك الجزيئات البيولوجية منها والتعرُّف عليها ، ومن ثم التمييز بين القطن المصرى والقطن الابلند " المنخفض الجودة " في المنتجات النسيجية المختلفة سواء كانت ألياف ، خيوط ، أقمشة منسوجة أو تريكو . وقد تم نشر نتائج البحث في العديد من المحافل الدولية مثل المؤتمر الدولى الثانى عشر لبحوث القطن المنعقد بمدينة شرم الشيخ العام الماضي برعاية اللجنة الاستشارية الدولية للقطن والمؤتمر الدولى الرابع والسبعون للقطن بمدينة بومباى بالهند ومؤتمر القطن العالمى الثالث والثلاثون بمدينة بريمن بألمانيا العام الحالي كما قامت جامعة العلوم الزراعية بمدينة دهاروارد بالهند بدعوتهما لنشر نتائج البحث للعلماء الهنود .
وجارى تسجيل الاختبار عالمياً وتأكيده كأحد طرق التمييز عن طريق جامعة مانشيستر بانجلترا وجامعة العلوم الزراعية - معهد علوم البيوتكنولوجى بالهند . ونتيجة الاختبار تعطى حالياً نتائج مؤكدة عماّ إذا كان المنتج النسجي الذي يتم اختباره مصنوع من القطن المصري بنسبة ، % 100 أو أن العينة مصنوعة من خليط بين القطن المصري والقطن الأبلند ، أو ما إذا كانت العينة مصنوعة من القطن الأبلند بنسبة % 100 ، كما يمكن حاليا التمييز بين قطن البيما الأمريكي المنزرع في أمريكا والقطن المصري .
11
مع العلم بأن شعار القطن المصري تم تدشينه فى نهاية التسعينيات وهو ملك لإتحاد مصدّري الأقطان المصرية وتديره الآن جمعية قطن مصر بكفاءة عالية وتعمل على تسويقه محلياً وعالمياً بعد استخدام تكنولوجيا الحمض النووي في التمييز بين المنتجات النسيجية المختلفة .
النشرة الثقافية - العدد الأول