دور النساء السوريات يف العدالة االنتقالية
وميكن توضيح مصطلح العدالة االنتقالية بأنه مجموعة من االجراءات الترشيعية واالجتامعية والقضائية
واإلدارية التي تعالج ما حدث خالل فرتة سابقة تخللتها انتهاكات لحقوق االنسان من قبل أجهزة الدولة وجامعات
منظمة أو غري منظمة، بهدف إظهار الحقيقة، وحفظ الذاكرة الوطنية، وجرب الرضر، ومحاكمة املنتهكني، وتكريس
السلم األهيل للتأسيس لدولة الحق والقانون.
يف محاولة للتأكيد عىل رضورة مشاركة النساء يف العدالة االنتقالية، نتصدى ملجموعة من األسئلة التي ال ميكن
تقديم االجابة الوافية عنها يف هذه العجالة منها: هل ميكننا اعتبار مشاركة النساء يف العدالة االنتقالية شكالً
من أشكال مشاركتهن السياسية، التي ال ميكن وصفها حالياً عىل جانبي الرصاع ‘النظام واملعارضة’ إال باملشاركة
الشكلية والتجميلية؟
لإلجابة عن هذا التساؤل نستأنس بتعريف املشاركة السياسية عند صموئيل هاتنجتنون وجون نلسون
بأنها “النشاط الذي يقوم به املواطنون العاديون بقصد التأثري يف عملية صنع القرار الحكومي، سواء كان هذا
النشاط فردياً أم جامعياً، منظامً أو عفوياً، متواصالً أو متقطعاً، سلمياً أو عنفياً، رشعياً أو غري رشعي، فعاالً أم غري
فعال”، ويتضمن مصطلح املشاركة السياسية قدرة املواطنات واملواطنني عىل التعبري عن إراداتهن/م يف القرارات
السياسية، وإمكانية تحقيق هذه اإلرادات بشكل مبارش أو عن طريق ممثلني يختارونهن/م.
وهنا البد لنا من الجزم بأن املشاركة السياسية هي املعيار الحقيقي للمواطَنة واملؤرش الدال عىل متتع الدولة
َ
بنظام سيايس دميقراطي، فاملواطنات واملواطنون املتساوون يف الحقوق وامللتزمون بأداء الواجبات، يشاركون
بكامل حريتهم يف بناء مجتمعه