Boldwin International School's Annual Magazine 2015-2016 | Page 29

‫مؤسسة المدرسة سيف ذو حدين‬ ‫مؤسسة المدرسة هي المؤسسة الثانية من بعد مؤسسة األسرة الي‬ ‫تحصل فيها عملية التربية والتنشئة األجتماعية‪ .‬أصبحت هذه المؤسسة‬ ‫ذات تأثير مباشر ومهم على السلوك وعلى الشخصية ألسباب كثيرة ‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ألن األنسان يدخل أليها في وقت مبكر من حياته ومن المعلوم أن‬ ‫التأثير يزداد كلما كان األنسان أصغر سنًا‪.‬‬ ‫جيهان دقدوق‬ ‫أمان الدين‬ ‫معلمة إالجتماعيات‬ ‫للحلقة الثالثة‬ ‫مجازة في علم اإلجتماع‬ ‫من الجامعة اللبنانية فرع‬ ‫العلوم االجتماعية‪ .‬متمكنة‬ ‫من قدراتها في تعليم مادة‬ ‫إالجتماع باإلضافة إلى مادتي‬ ‫التاريخ و التربية‪ .‬تمتاز في‬ ‫أسلوبها المرن والممتع في‬ ‫التعليم وإيصال المعضلة‬ ‫بطريقة مبسطة فتعتمد‬ ‫على األفالم الوثائقية والزيارات‬ ‫العينية لآلثار التي تشكل‬ ‫متعة للتالميذ وفهم اسرع‬ ‫للمعلومات‪.‬‬ ‫مدرسة بولدوين العالمية‬ ‫ثانيًا‪ :‬أن األنسان يقضي داخلها فترة طويلة جدًا‪ ،‬وفي أهم مراحل‬ ‫التكوين النفسي واألجتماعي والتربوي‪.‬‬ ‫يبرز دور المدرسهة وتأثيرها المحتمل على الشخصية ليس فقط من خالل‬ ‫السلوك والقيم واألداب اللتي يتعلمها اإلنسان مبكرًا في هذه المؤسسة‪.‬‬ ‫هناك جانب آخر له عالقة بطبيعة األنتماء الذي يتشكل من خالل المفاهيم‬ ‫التي تقدمها البرامج و المناهج التعليمية‪ .‬وهذا األنتماء يؤثر الحقا على‬ ‫توجهات األنسان الثقاقية و السياسية و بالتالي على شخصيته و على‬ ‫نظرته الى ذاته والى األخر‪ .‬بمعنى أن المؤسسة التعليمية يمكن أن‬ ‫تساهم أيضا في تشكيل الشخصيات التي لديها استعداد لقبول األخر‬ ‫المختلف دينيًا‪ ،‬سياسيًا‪ ،‬إجتماعيًا‪ .‬و يمكن لمناهج التعليم ومضامين‬ ‫الكتب أن تشكل شخصيات منعزلة عن األخر ال يمكن أن تعيش في مجتمع‬ ‫متنوع ومتعدد‪ .‬كل التجارب التاريخية والحديثة تؤكد على هذا الدور‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬أن هذه المؤسسة هي المكان الذي يختبر فيه اإلنسان و في عمر‬ ‫مبكر كل أنواع العالقات اإلجتماعية من العالقة مع السلطة التي هي اإلدارة‬ ‫بكل أشكالها إلى العالقة مع األطفال المساوين له من حيث العمر أو القدرة‬ ‫بما في ذلك العالقة مع من يختلف معهم‪ .‬أهمية هذه النقطة تضع الطفل‬ ‫في بيئة جديدة بالمقارنة مع البيئة المنزلية‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬إن مضمون ما يد ّرسها في لهذه المؤسسة على المستويين‬ ‫التعليمي و التربوي له أهمية كبيرة في تكوين الشخصية الحقًا‪ .‬بالنسبة‬ ‫للجانب التعليمي فهو يتعلق بما يدرسه التلميذ في المراحل التعليمية‬ ‫المختلفة التي تشكل من حيث المبدأ أساس مرجعيته الفكرية و المعرفية‬ ‫حول قضايا كثيرة يمكن أن تحدد إنتماءاته السياسية أو الفكرية أو‬ ‫الثقافية الحقًا‪ .‬أما بالنسبة للجانب التربوي‪ .‬فيتعلق بأساليب التعامل‬ ‫التربوية مع األطفال و مع األوالد في المراحل العمرية المختلفة‪ ،‬وما يرتبط‬ ‫بهذا األمر من ترسيخ للقيم التي على التلميذ إعتناقها و التمسك بها‪.‬‬ ‫و التربية بهذا المعنى هي الثواب و العقاب‪ .‬و القضايا التي تستحق الثواب‬ ‫والعقاب‪ ،‬وطريقة التعامل على مستوى احترام شخصية الطفل أوعدم‬ ‫إحترامها أو تشجيع القدرات الفردية أو تعزيز العالقات اإلجتماعية و غير ذلك‬ ‫مما يمكن أن يرتبط باإلطار التربوي‪.‬‬ ‫على سبيل المثال‪ :‬قد نجد مدارس تعليميًا ناجحة لكن أخالقيًا وتربويًا‬ ‫فاسدة‪.‬‬ ‫‪29‬‬