بقلم صاحب و مدير عام المدرسة الأستاذ نجا محمود فيصل
يمكننا أن نتعلم الكثير من أصدقائنا الحيوانات ، ففي عالم الأرانب مثلاً ، اكتشف الباحثون أن الأرانب السعيدة تعمل بنشاط وجدية أكثر بكثير من الأرانب الغير سعيدة والتي تصيبها الملل ، فعندها تكثر الأرانب من الأكل وتميل الى الخمول وبالتالي تتدهور صحتها وتموت وهذا أمر طبيعي لأن في اللعب والحركة فوائد صحية أساسية للنفس والجسد ، كذلك هي حال التلاميذ داخل المدارس ، فمع الأسف ، إقتنع عدد كبير من المجتمع اللبناني ، عن خطأ ، بأن المدرسة التي تكثر من الضغط على التلاميذ وتكثيف الواجبات المنزلية وتخفف أوقات الترفيه والراحة ، وتستخدم الوسائل البدائية الغير ممتعة في التعليم هي مدارس « قوية » مع أن الحقيقة هي عكس ذلك . إن جهل الأهالي لما هو مفيد لأولادهم يجعلهم يصرفون أموال هائلة لتعليم أولادهم بالمدارس القديمة العهد والتقليدية بأدائها والتي تضخمت أقساطها بشكل غير منطقي مقارنة بما تقدمه لأولياء أمور طلابها وأولادهم وهذا لأمر محزن بالفعل لأنه ليس فقط يؤثر على هؤلاء الأهالي وأولادهم فقط بل هو يؤثر على مستوى التعليم بشكل عام ويزيد من ثروات أصحاب هذه المدارس على حساب المدارس الصغيرة نسبياً والتي تسعى جاهداً لتقديم خدمات تعليمية أفضل خاصة إذا كان القيمين عليها من الشباب ومطلعين على الوسائل الحديثة في التعليم كمدرسة بولدين العالمية والتي أتشرف بأن أكون على رأسها .
شهدت مدرسة بولدوين العالمية في السنوات الثلاث الماضية ، إقبالا كثيفاً ونجاحا مميزاً مما شجّ عنا على إستئجار مبنى في كفرقطرة لزيادة قدرة المدرسة الإستيعابية ، لكننا اكتشفنا أن غالبية الأهالي يشكون من بعدها عن مناطق سكنهم ومن خطر الطريق المؤدية إليها لذلك وبعد إنطلاق مشروع ترميم وتوسيع مبنى المدرسة الأساسي في بعقلين وزيادة طبقاته ومواقف للسيارات ، يسرّ إدارة المدرسة أن تعلن أنه اعتباراً من العام الدراسي القادم أي 2016-2015 تنتقل المدرسة الى موقعها الأساسي في بعقلين ، طريق النهر ، حي عين حطاب .
يعود النجاح التي تحصده المدرسة الى رؤيتها النهضوية للقطاع التربوي وقيادتها التغير الإيجابي في هذا القطاع خاصة مع غياب الدولة عن لعب هذا الدور ، لذلك كنا من طلائع المدارس في لبنان التي تدمج الكمبيوتر اللوحي « تابلت » في عملية التعليم والتي ساعدت في تخفيف وزن حقيبة المدرسة وزيادة حماسة الطالب على التعلم وابتكار طرق جديدة من خلال التكنولوجيا لإيصال المعلومة له في كثير من المتعة والسهولة وفتحت له باب البحث العلمي عبر الإنترنت ، وقد تحدّ ث عن ذلك وزير التربية والتعليم العالي الحالي الياس بو صعب في عدد من المناسبات .
كما ويسرني أن أعلن عن قرار بدأنا العمل عليه وهو تخفيف الى حد الإلغاء للواجبات المنزلية ، وأعرف أن ذلك سيسعد الكثير من الأهالي وهذا أمر طبيعي لأنه أصلاً ليست من مسؤولية الأهل تدريس أولادهم ، لو كانت من مسؤولياتهم فلماذا الذهاب الى المدرسة في كل يوم ، وبالتالي فاعتباراً من العام القادم 2016-2015 سيذهب الطلاب وخاصة في طلاب الحلقة الأولى والثانية الى البيت بقليل من الواجبات المنزلية وبالتالي تخفيف الضغط والأوقات العصيبة في المنزل .
أختم إفتتاحيتي هذه بتكرار عهدنا ووعدنا لأهلنا في الشوف بأن نكون السباقون للإستثمار بكل ما هو مفيد لمستقبل تلاميذنا إن كان ذلك من مناهج تعليمية حديثة ، أو توظيف نخبة المدرسين والأساتذة ، وإبقاء على عدد قليل من التلاميذ داخل كل صف والحفاظ على أعلى معايير الجودة ، والإهتمام بكل تلميذ مهما كانت قدراته ، وتذكروا بأن العظماء كانو أولاداً وأولادنا اليوم يمكنهم أن يكونو عظماء في المستقبل إذا آمنا بهم .
3
مدرسة بولدوين العالمية