1
مقدّمة
المعلومات الأساسية والتّطلعات
لقد أُعدَّت ، في السنوات الأخيرة ، العديد من الأدلة والمبادئ التّوجيهية في مجال الصّ دمة. وتناول بعضها مسألة العنف القائم على النّوع الاجتماعي( GBV (، والآثار المترتبة عنه ، وطُ رق الوقاية والحماية منه. ويُركِّز هذا الدّليل على الصّ حة النفسية للنّاجين من الصّ دمة ، ولا سِ يّما الصّ دمة المُرتَبِطة بالعنف القائم على النّوع الاجتماعي. والغرضُ من إعداد هذا الدَّليل أيضاً هو تقديم مرجعٍ تكميليّ عمليّ جداً
للأدبيات الموجودة مُسبَقاً. فالدّليل يقترحُ مُقارباتٍ( نهوجٍ) وأساليب فنية تُلبِّي الحاجات النّفسية الاجتماعية للنّاجين من العنف القائم على النّوع الاجتماعي ؛ حيث يستطيع المُساعدون استخدامها عند مساعدتهم الأفراد الذين تعرَّضوا لهذا الشكل من العُنف وتقديمهم الرّعاية لهم. ويركُّز هذا الدّليل بصورةٍ خاصة على طُ رق فهم كيفية تأثير الصّ دمة على حياة النّاجيين. نأمل أن تقدم النهج المطروحة قيّمةً خلال العمل مع الأشخاص المُعرَّضين لأنواع أخرى من أشكال الصّ دمات.
يتعامل الدّليل مع أسئلةً من قبيل:
• ما هو المعنى النّفسي للصّ دمة ؟
• كيف تُؤثّر الأحداث الصادمة على الصّ حة النّفسية ؟
• ما هي العلامات الدالة على وجود ضائقة شديدة وكيف يُمكن تقييمها ؟
• كيف نستطيع إيجاد فضاءاتٍ آمنة تُتيح المجال لعقد حواراتٍ واتّصالات داعمة ؟
• ما هي المُقاربات التي قد تُساعد النّاجيين على التّعامل مع الصّ دمة والمُضيِّ قُدماً في حياتهم ؟
يُعتَبر الدّليل مرجعاً للمُساعدين العاملين في الحالات الطارئة ، والذين تتوافر لهم إمكانية وصول ضئيلة إلى الخدمات الصّ حية المُتخصِّ صة ، أو لا تتوافر لهم تلك الإمكانية أبداً ، أو للمُختصِّ ين في المجال الصّ حي الذين لديهم خبراتٍ في المُعالجة النّفسية والطبّ النّفسي( النّفساني (. ونأمل في أنْ يُساعد الدّليل المُساعِدين على تحديد علامات الضّ يق وفهمها ، والتّعامل بفاعلية أكبر مع مراحل الصّ دمة الحادة ودون الحادة. ونعتزِمُ توفير أدواتٍ ومُقارباتٍ بمقدورها تحقيق التوازن للناجيين بعد تعرُّضهم لأحداثٍ صادمة ، ومُساعدتهم على التّعامل مع الأحداث التي تستثير فيهم ذكرياتٍ صادِمة ، وتعليمهم كيفية استعادة السّ يطرة على حياتهم.
ويتناول الدّليل أيضاً الضغوطات التي يعاني منها المُساعِدون ، وخطر احتمالية مُعاناتهم من صدمةٍ ثانوية ، وحاجتهم إلى الدّعم والتّواصل معهم.
ويتوافر تدريب إضافي من مصادر أخرى. أنشأت صفحة عن العنف القائم على النّوع الاجتماعي من قيل مشروع توفير المعلومات عن الصحة وحقوق الإنسان” HHRI ضمن موقعها الإلكتروني( org www. hhri. (؛ حيث سوف تَعثُر على مطبوعات ومبادئ توجيهية ذات صلة بهذا الموضوع ، إضافةً إلى العثور على أسماء مُنظمات ومواقع إلكترونية تعمل على هذه المسألة. وسوف تتم إضافة قراءات أخرى إلى تلك الصفحة ، بشأن مواضيع مُعيَّنة وإتاحتها عبر روابط على شبكة الإنترنت مع المواد التّدريبية.
ويُشير الدّليلُ ، بصورةٍ رئيسية ، إلى النّساء والفتيات ضحايا العنف الجنسي. كذلك فإنّ الرّجالَ والفتيان هم أيضاً ضحايا للاغتصاب. وقد يصعُب بصفة خاصّ ة ، في أغلب الأحيان ، التّحدث عن العنف الجنسي المُرتكب مع الذّكور. ونعتقد بأنَّ هذا الدليل مُلائمٌ للعمل مع الذكور النّاجين من العنف القائم على النّوع الاجتماعي ، على أنْ يُكيَّف بطريقةٍ مُناسبة للتعامل معهم. ومن المُحتَمل أنْ يكون هناك وحدة تدريب مُستقلة مُنفصِ لة إلزامية للعاملين مع الأطفال( الفتيان والفتيات) النّاجين من العُنف القائم على النّوع الاجتماعي. ويُشير هذا التّدريب إلى وثائق مرجعية بشأن العنف القائم على النّوع الاجتماعي ضد الأطفال ، ذكور وإناثاً ، وضد الذكور ، إلاّ أنَّه لا يُوضّ ح بالتّفصيل حاجاتهم ، أو لا يتناول أوضاعهم بشكلٍ صريح.