العُنف القائم على النّوع الاجتماعي
“ يُمثِّلُ العنف الجنسي في حالات النّزاع أزَمةً خطيرة قائمة ، تُؤثِّر في الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم . ويَستخدِمُ القادة السّ ياسيون والعسكريون هذا العنف لتحقيق مآرب سياسيةً ، وعسكرية ، واقتصاديةً ؛ مُدمِّرين بذلك النّسيج الحقيقي للمُجتمع . وتتلقّى منظومة الأمم المُتّحدة عمليا ، ً بشكلٍ يومي ، تقارير من الميدان عن استخدام العنف الجنسي كإحدى الأدوات أو الأساليب في الحرب . فهو سلاحٌ صامت ، زهيد الثمن ، وفعّالٌ ومصحوبٌ بآثار شديدة وطويلة الأمد ، يُؤثّر على الأفرادِ وفُرَصِ بناء سلامٍ دائم كِلَيهما . فلا تُشوّه أفعال العنف الجنسي الضحية نفسيّاً وجسديّاً فحسب ، بل إنها تبذرُ بذور الدمار في المُجتمع بأكمله : فتُصبح الإناث الناجيات في بعض الحالات حواملَ ، وتُصاب في أغلب الأحيان بأمراضٍ منقولة جنسية ، ومنها فيروس نقص المناعة البشرية / متلازمة نقص المناعة المكتسب ( الإيدز (. وعادةً ما ترفضهنُّ أُسرَهُنَّ . وهناك خرافةٌ قديمة ما تزال عالقةً في الأذهان تقول بأنَّ الاغتصاب أمرٌ لا مفرَّ منه في الحروب . ولكن إذا كان بالإمكان التخطيط لارتكاب العنف الجنسي ، فمن الممكن المُعاقبة على ارتكابه ، وإذا كان من الممكن إصدار الأوامر بارتكابه ، فمن الممكن إدانة من يأمر بارتكابه .”
مارغوت وولسترم “ Wallstrøm ” Margot