Arabic - Mental health and gender-based violence Arabic version | Página 136

‎125‎
التّغيرات الدّائمة في الشّ‏ خصية بعد التَّعرُّض لتجربة كارِثية:
قد تدومُ‏ آثارُ‏ التّعرُّض لتجربةٍ‏ كارثية لعدة سنوات. وقد لا تعود أعراض الضّ‏ غوط النّفسية الحادة ظاهرياً‏ ، إلاَّ‏ أنَّ‏ النّاجية تكون( الناجي يكون) دائماً‏ في حالة من اليأس والاكتئاب. ووفقاً‏ لمُنظمة الصّ‏ حة العالمية ، فإنَّ‏ الشّ‏ خص الذي يُعاني من هذا الاضطراب يتَّسم بالخصائص التّالية: " لديه سلوك عدائي أو ارتيابي تجاه العالم ، والانسحاب الاجتماعي ، والشّ‏ عور بالفراغ النفسي أو فقدان الأمل ، والشعور المُزمِن بأنّه على حافّة الهاوية كما لو أنَّه مُهدَّد باستِمرار ، والشّ‏ عور بالغُربة. وقد تَسبِق حالة اضطراب الكَرْب التّالي للصّ‏ دمة هذا النّوع من التّغير في الشّ‏ خصية ‏".‏ ويُمكن وَصف هذه الحالة الذّهنية بأنّها أحد أشكال " الإرهاق النَّفسي " وهو أحد أشكال اضطراب الكَرب التّالي للصّ‏ دمة.
الجزء الثالث: النّظرية
ومن المُرجَّ‏ ح أنْ‏ تكون العوامِل المُجهِدة أحداثاً‏ كارِثية ، تدوم طويلاً‏ على نحوٍ‏ مُميّز لها:
• العَيْش في مُخيَّمات الاعتقال.
• الكوارِث الطبيعية.
• الأسر أو التَّعرُّض المُطوَّل لمواقف تُهدّد الحياة ، مع وجود خَ‏ طر وشيك بالقَتل( كضحايا الاختطاف أو الإرهاب مثلاً‏ ‏(.‏
• التّعذيب.
الأعراض ذات العلاقة بالضغوط النّفسية الشديدة أو باضطرابات الضِّ‏ يق( الكَرب ‏(:‏
من المُمكن تحديد فِئات عديدة لأعراض الصّ‏ دمة. ويجب أنْ‏ تكون هذه الأعراض حاضِ‏ رةً‏ إذا ما أردنا تصنيف ردّ‏ فعل شديد ما على أنَّه اضطراب ذو علاقةً‏ بالصّ‏ دمة( وبخاصّ‏ ة حالة اضطراب الكَرب التّالي للصّ‏ دمة ‏(.‏ وتقَع مُعظم الأعراض ضمن ثلاث مجموعات عنقودية.
الاقتحامات: الأعراض المُ‏ رتَبِطة بعَيْش الصّ‏ دمة من جديد:
لا يَعمل دماغ الإنسانِ‏ بطريقةٍ‏ طبيعية عند وقوع موقفٍ‏ يُهدِّد حياته. فكلُّ‏ شيءٍ‏ يَحدُث بسرعة كبيرة جداً‏ لتخزين الأحداث بصورةٍ‏ صحيحة في الذّاكرة ؛ ولهذا تُعاني النّاجياتُ‏( يعاني النّاجون ‏(،‏ في أغلب الأحيان ، من فقدان جزئي للذّاكرة لأنَّ‏ الحدث الصّ‏ ادم يبقى حاضِ‏ راً‏ في اللاوعي / اللاشعور.
• استرجاع الذّكريات: يعيش الشّ‏ خص الصّ‏ دمة مِراراً‏ وتِكراراً‏. وتَستَثير الذّكريات العدوانية للحدَث أعراضاً‏ جسدية( تسارع نبضات القَلب ، والتّعرُّق ‏(.‏ ولأنَّ‏ الجسد ما زال في حالة استنفار ، فإنَّه يستعدّ‏ مراراً‏ وتِكراراً‏ لمُواجهة الحَ‏ دث الصّ‏ ادم أو الهروب منه( راجع فَرط الإثارة ‏(.‏
• الأحلام المُزعِ‏ جة والكوابيس: وتُسبِّب مُشكلات شديدة في النّوم. كما قَد تُعاني النّاجية من التّشويش عندما تَستيقظ من نومها.
• الأفكار المُفزِعة( المُخيفة ‏(:‏ قد تَتدفَّق فجأةً‏ بصورةٍ‏ تلقائية ، ولا يُمكن إيقافها.
• المُنبِّهات( المُثيرات) ذات العلاقة بالصّ‏ دمة: قد تَستَثير الكلمات ، والأشياء ، والأصوات ، والروائح ، والمُنبّهات الدّاخلية أيضاً‏ ذِكريات الحَ‏ دث الصّ‏ ادم( على شكل حالة استِرجاع الذّكريات ، والكوابيس ، والأفكار المُفزِعة ‏(،‏ والتي يستجيب لها الجَ‏ سد كما لو أنَّ‏ الحدث يتكرَّر مرةً‏ أخرى في الحقيقة.
كلُّ‏ ما ذُكِر أعلاه يُسبِّب مُشكلاتٍ‏ شديدة في الحياة اليومية للنّاجية.
أعراض التّجنُّب:
يُحاوِل الشّ‏ خص الذي تعرَّض لصدمةٍ‏ تجنُّب أيَّ‏ شيءٍ‏ قد يستَحضرُ‏ ذكريات الحَ‏ دث الصّ‏ ادم. فالنّاجيةُ‏ تُطبِّق استراتيجياتٍ‏ إدراكية معرِفية ، وعاطفية ، وسلوكية لتجنُّب التّعرُّض لمثل هذه المُثيرات. كما تُحاوِلُ‏ تجنُّب جميع أشكال ذاكرة الصّ‏ دمة وعاطِ‏ فتها. وقد يُفضي هذا إلى الخَ‏ دران ، واستِحضار المُشكِلات( راجِ‏ ع " الانفِصال ‏"(.‏
ويُسبِّب هذا أيضاً‏ مُشكلاتٍ‏ خطيرة في الحياة اليومية نظراً‏ إلى أنَّ‏ النّاجيات ، على سبيل المثال ، سوف:
• يتجنّبنَ‏ الأماكِن ، أو الأحداث ، أو الأشياء التي تُذكرهنَّ‏ بتجارِبهنّ‏ ، الأمر الذي قد يُؤدّي إلى العُزلة والوِحدة.
• يكون لديهنّ‏ مُشكِلات فيما يتعلَّق بعلاقاتهنّ‏ الاجتماعية ؛ لأنهنَّ‏ يشعرنَ‏ بخدرانٍ‏ عاطِ‏ في ، أو أنَّ‏ عواطفهنّ‏ تستَحوِذُ‏ عليهنّ‏.
• يَشعرنَ‏ بالذّنب ، أو الاكتئاب ، أو القَلق.
• يَفقِدنَ‏ الاهتمام بالنّشاطات التي اعتَدْنَ‏ على الاستمتاع بها.
• يُعانِين من مُشكِلة تذكّر الحدث الخَ‏ طير.