Arabic - Mental health and gender-based violence 2016 | Page 30

‎21‎ . ‎13‎ العناية بنفسك بصفتك مُساعد

. ‎13‎ العناية بنفسك بصفتك مُساعد

الهدف : التّعلّم كيف يُمكن للصّ‏ دمة التي يعاني منها الآخرون التّأثير عليك . إشارات الخطر وعواقب أنْ‏ تكون مُساعداً‏ مُتقمِّصاً‏ لمشاعر النّاجية .
الجزء الأول : نقاط الانطلاق
يُؤثِّر التّحدُّث مع النّاجيات من الصّ‏ دمات على المُساعِدين أيضاً‏ . فبالنّسبة إلى جميع المُساعِدين ، فإنَّ‏ التّقمص العاطفي جانبٌ‏ ضروري لتقديم مُساعدة جيدة . كما أنَّه مصدرٌ‏ للتّعرَّض للصدمة بالإنابة عن الناجية “ vicarious ‏”،‏ والإعياء ( الإرهاق والتّعب ) التعاطفي ، أو التّوتر الثانوي الصّ‏ ادم ( STS ‏(.‏ كيف يتعامل المُساعِدون مع التّوتر الذي يُصيبهم ؟ الاعترافُ‏ المُبكِّرُ‏ والوعيُ‏ أمرانِ‏ مُهمّان جداً‏ في الجهود المبذولة للوقاية من إنهاك القوى .
وإضافةً‏ إلى ذلك ، فمن المُحتَمل أنْ‏ يكون أداء المهنيين الذين يعملون في مناطق النّزاع وفي الحالات الطارئة أقلَّ‏ كفاءةً‏ إذا كانوا يعيشون تحت هذا النّوع من الضغوط . فحتّى المُنظّ‏ مات الكبيرة تفشل أحياناً‏ في تقديم الرعاية الكافية لكوادر مُوظفيها ؛ نظراً‏ لأنَّ‏ المُديرين غير مُدرَّبين تدريباً‏ كافياً‏ لاستكشاف الأعراض ، أو لأنّهم غير مُجهّزين للتّدخل المُبكر والوقاية ، أو لأنّهم غير مُزوَّدين بما يلزم لتقديم المُساعدة ، أو لأنَّ‏ لديهم إجراءات مُتابعة ضعيفة . فهذه المشاكل أكثر حِ‏ دَّةٍ‏ بالنّسبة إلى المُساعِدين المحليين ، الذين يتوافر لديهم ، في أغلب الأحيان ، مواردُ‏ أقل ودَعمٌ‏ قليلٌ‏ للغاية . ويجب على جميع المُساعِدين ، الذين يعَملون عن كثب مع الأشخاص الذين تعرّضوا للصّ‏ دمات ، أنْ‏ يمضوا وقتاً‏ حتى يعرفوا حالتهم العاطفية الخاصة ، وما الذي يجب عليهم فعله لحماية أنفسهم من الإعياء ، مع مواصلة العمل بمهنية وبشغف .
فتعرُّض المُساعِدين ، بصورة غير مُباشرة ، لأحداثٍ‏ صادمة ، عن طريق الاستماع إلى إفاداتٍ‏ مُفجِ‏ عة مثلاً‏ ، قد يُولِّد عندهم بعض ردود الأفعال على الصّ‏ دمة المُماثلة لتلك التي تحدث ، إذا انشغلوا في حدثٍ‏ شديد . وقد يصعب عليكم التّحكم في عواطفكم ، أو تواجهوا مُشكلاتٍ‏
في علاقاتكم مع الآخرين ، أو يصعب عليكم اتّخاذ القرارت ، أو قد تُعانون من مُشكلات جسدية ( كالصّ‏ داع والآلام ، والمَرض ‏(،‏ أو تفقدون الأمل ، أو تعقتدون أنَّ‏ حياتكم لا معنى لها ، أو تعانون من انهيار ثقتكم بأنفسكم .
وبناءً‏ على ذلك ، فإنَّ‏ من المُهم تطوير استراتيجيات للتّعامل مع الحالات التي قد تُسبِّب ردود أفعالٍ‏ غير مُباشرة على الصّ‏ دمة . فما الذي يُساعِدك في أنْ‏ تخرج من جوّ‏ العمَل أو من الأفكار التي تُهيمن على ذهنك ؟ كيف يُمكنك إراحة جسدك وعَقلك ؟ هل يوجد أي نشاط يُلهمُك أو يُحسِّ‏ ن مزاجك ؟ بإمكانك استخدام أساليب تهدئة النَّفس التي تُعلِّمها للناجيات ، في حال وجدتها مُفيدةً‏ .
فالمُساعدون الذين تعرَّضوا شخصياً‏ للعنف القائم على النّوع الاجتماعي لديهم المزيد من الأسباب للشّ‏ عور بالتّوتر . وتمنحهم تجاربهم ، في الوقت نفسه ، فهماً‏ استثنائياً‏ للشّ‏ دائد والاستضعاف الذي تُعاني منه النّاجيات . ويجب تقدير هذا الفهم وتثمينه .
ويحتاج المُساعِدون إلى مجموعات الدّعم كما هو حالُ‏ النّاجيات تماماً‏ . اجتمع ، إن أمكن ، مع مُساعِدين آخرين للبَحث في تجاربكم ومشاعِركم ، أو للقيام بالأشياء معاً‏ . وإذا كان في منطقتك عدد قليل من المُساعِدين لا يكفي لإنشاء مجموعة دعم ، اعثر على أصدقاء وأشخاص آخرين تثق بهم ، ممن تستطيع إطلاعهم على مشاعِرك دون خَ‏ رْقِ‏ خصوصية النّاجيات اللواتي تُساعِدُهنَّ‏ .
( لمزيد من المعلومات ، راجع الصفحة ‏.(‏ ‎139‎