aldoha magazine N 75 | Page 64

‫بالل فضل‬ ‫برغــم أنــه لم يكتب ســوى روايــة وحيدة وبضــع قصــص، إال أن الكاتب‬ ‫األميركي ج. د. ســالينجر ظل ألكثر من ســبعين عاما يمأل الدنيا ويشــغل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫النــاس، ليــس فقط بمشــاعر اإلعجاب بروايتــه الفذة «الحــارس في حقل‬ ‫ّ‬ ‫الشــوفان»-التي ترجمهــا الكاتــب األردنــي غالــب هلســا إلــى العربيــة-،‬ ‫وبقصصه القصيرة القليلة التي ترجم بعضها إلى العربية الشاعر اللبناني‬ ‫بسام حجار في مجموعة «اليوم المرتجى لسمك الموز».‬ ‫ال تأمن هذه الدنيا يا سالينجر!‬ ‫ولكــن أيضــا بمشــاعر الدهشــة مــن‬ ‫ً‬ ‫قــراره المدهــش بــأن يعتــزل الحيــاة‬ ‫والمجتمــع والنــاس وهــو فــي قمــة‬ ‫ّ‬ ‫مجــده، ليظــل ألكثــر مــن خمســين عام ـا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ِّفــا عــن النشــر والظهــور فــي أي‬ ‫متوق ً‬ ‫46‬ ‫ٍ‬ ‫محفــل أدبــي أو اجتماعــي، ومكتفيــا‬ ‫ً‬ ‫بالتواصــل مــع ابنــه وابنتــه وعــدد‬ ‫محــدود مــن المعــارف، لدرجــة أنــه تحول‬ ‫َّ‬ ‫إلــى مطمــع لمصــوري الباباراتــزي الذيــن‬ ‫ِّ‬ ‫ظّــوا حتــى آخــر يــوم فــي حياتــه،‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫متلهفيــن إللتقــاط أي صــورة لــه ولــو‬ ‫ِّ‬ ‫كانــت صورتــه وهــو خــارج مــن الســوبر‬ ‫ماركــت وحيــداً. طيلــة هــذه الســنين‬ ‫ظــل ســالينجر حريصــا علــى أن يحمــي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫خصوصيتــه بشراســة دفعتــه إلــى‬