aldoha magazine N 75 | Page 57

‫مقابــل مــا كســبه. لكننــا، غالبــ ً، ال‬ ‫ا‬ ‫يعجبنــا أن نفكــر بمــا نخســر. نتوهــم‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫أننــا نكســب فقــط، ويريحنــا ذلــك.‬ ‫التســاوي فــي المســؤوليات يكــون أيضـا‬ ‫ً‬ ‫بصــرف النظــر عــن الجنــس وعوامــل‬ ‫التمييــز األخــرى جميعهــا. أم نعــود‬ ‫إلــى التمييــز مــن جديــد، حيــن المــرأة‬ ‫ال تســتطيع فعــل أشــياء ألنهــا أنثــى‬ ‫والرجــل كذلــك ألنــه ذكــر، ناهيــك بــأن ال‬ ‫ترضــى أو ال يرضــى بداعــي االعتبــارات‬ ‫االجتماعيــة للرجولــة (الذكــورة)‬ ‫واألنوثــة. للناشــطات الغربيــات قــول‬ ‫آخــر هنــا ومســاع أخــرى إلعــادة رســم‬ ‫نســاء الشــرق، ولكــن وفــق أي منظــور؟‬ ‫يقــوم االهتمــام األوروبــي بالنســوية‬ ‫والجنــدرة فــي الشــرق العربــي علــى‬ ‫َُِْ‬ ‫مدرســتين: واحــدة استشــراقية تقولــب‬ ‫المــرأة الشــرقية فــي فهــم خــاص،‬ ‫وتحــاول أن تــزرع فيهــا صــورة الغــرب،‬ ‫صــورة عنهــا، مــن ثــم عــن حقوقهــا‬ ‫َ َّ‬ ‫وواجباتهــا ومكانتهــا فــي المجتمــع‬ ‫انطالقــا مــن هــذه الصــورة معــادة‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫اإلنتــاج وفــق نزعــات غربيــة جديــدة،‬ ‫معــادل ذلــك فــي االشــتغال تلقيــن‬ ‫وقولبــة؛ وأخــرى تفاعليــة تقــوم علــى‬ ‫إنتــاج فهــم مشــترك وتصــورات مشــتركة‬ ‫ُّ‬ ‫حقوقيــة وثقافيــة.‬ ‫قادنــي إلــى الحديث أليكســي لوســيف‬ ‫فــي كتابيــه، ألن معادلــة رياضيــة ال‬ ‫تهمــل شــيئ ً، وال تغلــب أمــرًا علــى آخــر‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫توصــل إلــى المريــخ، وســيمفونية‬ ‫جميلــة وشــخصية متكاملــة أشــياء مــن‬ ‫طبيعــة مشــتركة.‬ ‫75‬ ‫العمل الفني: ‪ - Natalia Goncharova‬روسيا‬ ‫هــل يمكــن، حقــ ً، للمــرأة أن‬ ‫ا‬ ‫تكــون حــرة مــا لــم يكــن الرجــل حــراً؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجــواب: ال. ولكــن المعنــي هنــا الرجــل‬ ‫بمــا هــو مواطــن والمــرأة بمــا هــي‬ ‫مواطنــة، وليــس ذكــورة وأنوثــة.‬ ‫األمــر، إذن، يقتضــي إقــرار الحريــات‬ ‫ّّ‬ ‫والحقــوق وتأكيــد التســاوي فيهــا وفــي‬ ‫المســؤوليات، وكذلــك ضمــان الفــرص‬ ‫المتكافئــة أمــام الجميــع دون تمييــز‬ ‫فــي الجنــس وســواه، وخلــق ظــروف‬ ‫متكافئــة لتحقيــق هــذه الفــرص، وذلــك‬ ‫كلــه ال يفيــد دون ســيادة القانــون.‬ ‫فاألشــياء علــى الــورق ال تتجــاوز‬ ‫قيمتهــا قيمــة الحبــر الــذي كتبــت‬ ‫بــه مــا لــم تطبــق. وليــس فقــط فــي‬ ‫النصــوص بــل وفــي تأويالتهــا وعدالــة‬ ‫تطبيقهــا تكمــن الفــروق بيــن األنظمــة‬ ‫السياســية- االجتماعيــة المختلفــة.‬ ‫معــروف أن لالجتماعــي أحيانــا قــوة‬ ‫ً‬ ‫تفــوق قــوة السياســي، بمــا يشــل‬ ‫ّ‬ ‫القوانيــن، ويفقدهــا معناهــا فــي بعــض‬ ‫المجتمعــات. فالقيــد االجتماعــي كثيــرًا‬ ‫مــا يكــون أشــد مــن القيــد القانونــي.‬ ‫ّ‬ ‫وحكــم العــادات أقســى وأمضــى مــن‬ ‫حكــم القانــون.‬ ‫كثيــرًا مــا تقــع القضيــة التــي ينطلــق‬ ‫منهــا الهــم النســوي والمطالبــة بحّهــا‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫مــن خــال الدســاتير والتشــريعات فــي‬ ‫العــادات والتقاليــد والعقائــد وليــس فقط‬ ‫فــي القوانيــن. ومــن ثــم، فــإن َّهــا لــن‬ ‫حل‬ ‫َّ‬ ‫يكــون ممكنــا دون بنــاء ذهنيــة جديــدة‬ ‫ً‬ ‫وشــخصية جديــدة. وهــذا عمــل تنمــوي‬ ‫ثقافــي، بالمعنــى الواســع للثقافــة،‬ ‫وسياســي واقتصــادي مديــد. فــا معنــى‬ ‫للمســاواة بيــن الرجــل والمــرأة، مثــ ً،‬ ‫ا‬ ‫دون اســتقاللية المــرأة اقتصاديــ ً، أي‬ ‫ا‬ ‫دون عمــل يضمــن لهــا هــذه االســتقاللية،‬ ‫وال معنــى لذلــك دون االعتــراف بتربيــة‬ ‫األطفــال عمــا رفيــع المســتوى، فائــق‬ ‫ً‬ ‫األهميــة، تســتحق المــرأة عليــه مرتبــا‬ ‫ُ َ َّ ً‬ ‫ّ‬ ‫محترم ـ ً، وحّهــا فــ