aldoha magazine N 75 | Página 48

‫عــن عــدم االكتــراث باإلشــاعات.‬ ‫وتركــز هــذه التقنيــات علــى مواجهــة‬ ‫ِّ‬ ‫«الدعايــة الســوداء» أو حمــات التشــويه‬ ‫الممنهجــة، وكذلــك اإلشــاعات الكاذبــة‬ ‫التــي ينشــرها النمامــون، ويصدقهــا،‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ويــروج لهــا الجهــاء. أول هــذه القواعــد‬ ‫ِّ‬ ‫يعتمــد علــى قانــون «العنصــر الناقــص»‬ ‫والــذي يقــول إن اإلشــاعة تنتشــر عندما ال‬ ‫تتوافــر البيانــات الحقيقيــة. وبالتالي فإن‬ ‫مواجهــة اإلشــاعة يكــون بتوفيــر العنصــر‬ ‫الناقــص، وهــو المعلومــات الصحيحــة‬ ‫الموّقــة.‬ ‫ث‬ ‫ومــن التقنيــات أيضــا ُّــن مــن أن‬ ‫ً التيق‬ ‫قاعــدة «العمــل الجيــد ينبــئ عــن نفســه»‬ ‫ال تصلــح لمواجهــة اإلشــاعات، وإنمــا‬ ‫البــد مــن اإلعــان عنــه، وترويجــه‬ ‫ُ َّ‬ ‫فــي المجتمــع حتــى يتحــول إلــى ســند‬ ‫َّ‬ ‫لصاحبــه الــذي توجــه ضــده اإلشــاعة‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫الكاذبــة. وهنــاك أيضــا تقنيــة «ســد‬ ‫ً‬ ‫َ ّ‬ ‫الذرائــع»، فعندمــا تنتشــر شــائعة‬ ‫مغرضــة عــن شــخص بســبب إقدامــه علــى‬ ‫84‬ ‫أعمــال يمكــن تفســيرها بأكثــر مــن معيــار،‬ ‫عليــه أن يؤكــد علــى صحــة نوايــاه،‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ويتحاشــى مــن األعمــال مــا قــد يســتخدم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذريعــة للهجــوم عليــه.‬ ‫و«الهــدوء» فــي الــرد تقنيــة أخــرى ألن‬ ‫ّ‬ ‫الــرد العنيــف علــى اإلشــاعة قــد يســتخدم‬ ‫ّ‬ ‫ضــدك، ويؤكــد صحــة اإلشــاعة،‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫والهــدوء ال يعنــي الصمــت، أو التراجــع أو‬ ‫االختفــاء، ففــي كل ذلــك خطــورة تأكيــد‬ ‫صحــة اإلشــاعة.‬ ‫ّ‬ ‫«الــرد بالوثائــق» هــو تقنيــة أخــرى‬ ‫ّ‬ ‫لكشــف زيــف اإلشــاعة، ولذلــك فــإن مــن‬ ‫تثــور ض ـده شــائعة، عليــه قبــل أن يــرد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليهــا أن يقــوم بعمــل جاد لجمــع الوثائق‬ ‫ّ‬ ‫واألدلــة علــى زيــف هــذه اإلشــاعة، وأنهــا‬ ‫ّ‬ ‫ال أســاس لهــا مــن الصحــة. والــرد علــى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلشــاعة بنفيهــا ال يفيــد كثيــراً، حتــى إن‬ ‫جمهــور القــراء فــي أحــد األقطــار العربيــة‬ ‫عندمــا يقــرأ فــي الصحــف الســيارة عبــارة‬ ‫ّ‬ ‫«ال مســاس بأســعار الوقــود» يــدرك علــى‬ ‫الفــور بأنــه علــى وشــك مواجهــة ارتفــاع‬ ‫حقيقــي فــي هــذه األســعار. وفــي هــذه‬ ‫الحالــة فــإن نفــي اإلشــاعة يكــون بتقديــم‬ ‫دليــل موّــق علــى عــدم إمكانيــة وقــوع‬ ‫ث‬ ‫هــذا األمــر.‬ ‫أمــا الــرد بالعكس فهــو تقنية مســتحبة‬ ‫َ َّ‬ ‫لنفــي شــائعة شــخصية، فــإذا أشــاع‬ ‫عنــك أحــد أنــك تاجــر مخــد رات فينبغــي‬ ‫ِّ‬ ‫عليــك أن تثبــت لــه أنــه تكافــح تجــارة‬ ‫المخــدرات، وأنــك عضــو فــي جماعــة‬ ‫ِّ‬ ‫أو جمعيــة لمكافحــة تنــاول المخــدرات‬ ‫ِّ‬ ‫وتأثيرهــا الضــار علــى المجتمــع.‬ ‫هنــاك أيضـا اإلشــاعة المضــادة، فــإذا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كنــت أمــام حالــة النمامين الذيــن يروجون‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلشــاعات فإنــك يجــب أن تعمــل علــى‬ ‫أن يعــرف النــاس أن صاحــب اإلشــاعة‬ ‫إنمــا هــو رجــل نمــام، وأن النميمــة عــادة‬ ‫ّ‬ ‫مســتهجنة، أو أنــه «مخبــر» أو عميــل‬ ‫جهــاز مخابــرات يعمــل علــى تشــويه‬ ‫ســمعة الشــرفاء، وهكــذا يفقــد مــروج‬ ‫ِّ‬ ‫اإلشــاعة مصداقيتــه أمــام الجمهــور،‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ويصبــح كل مــا يقولــه عرضــة للشــك.‬