aldoha magazine N 75 | Page 37

‫المســتهلكين، كمــا شــجعت جمعيــات‬ ‫َّ‬ ‫غيــر حكوميــة علــى مراقبــة هــذا األمــر،‬ ‫ورســخت أســواق المــال مــن ِّهــا فــي‬ ‫حق‬ ‫َّ‬ ‫االستفســار عــن أي نبــأ يخص مؤسســة أو‬ ‫ّ‬ ‫شــركة أســهمها متداولــة، ومن حــق إدارات‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫البورصــات أن تســتعلم عــن «التغييــرات‬ ‫الجوهريــة» التــي قــد تجــري فــي هيــاكل‬ ‫إدارة هــذه الشــركات أو تعامالتهــا.‬ ‫قديمـا كانــت الشــائعة «صناعــة محّية»‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫نظــرًا لبدائيــة وســائل النقــل واالتصــال‬ ‫ّ‬ ‫بيــن البلــدان، فكانــت الشــائعة تختــص‬ ‫ّ‬ ‫بمجتمعــات ضيقــة؛ قــد تكــون قبيلــة أو‬ ‫ِّ‬ ‫قريــة أو مدينــة كبيــرة مــن عواصــم العالــم‬ ‫القديــم. وفــي عصــر الحوســبة الســحابية‬ ‫والهولوجــرام وبرامــج الدردشــة ونقــل‬ ‫البيانــات والتواصــل االجتماعــي اللحظــي‬ ‫صــار الخلــط بيــن الحقيقــي والمختلــق‬ ‫َ‬ ‫أيســر بكثيــر مــن الفصــل بينهمــا. حتــى‬ ‫وســائل اإلعــام التــي يفتــرض بهــا‬ ‫محاربــة الشــائعات صــارت فــي بعــض‬ ‫أحوالهــا صانعــة لهــا بالتخلــي عــن معاييــر‬ ‫ّ‬ ‫الدقــة والحصــول علــى الخبــر مــن مصادره‬ ‫ّ‬ ‫األوليــة الموثوقــة، فكانــت كل خســارة‬ ‫ّ‬ ‫ماديــة وراء الشــائعات تتضاعــف مــع كل‬ ‫ثانيــة تمــر، وربمــا لهــذا الســبب يتعامــل‬ ‫ّ‬ ‫رجــال المــال بحساســية مــع وســائل‬ ‫اإلعــام والتواصــل، فهــي كفيلــة بهــدم مــا‬ ‫بنتــه العائلــة الثريــة بكلمــة يتــم تحريفهــا‬ ‫َ َْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فتصبــح وبــاال عليهــا.‬ ‫و ليســت التجــارة وحدهــا التــي تربــح‬ ‫كثيــرًا مــن وراء الشــائعات، فثمــة مجــاالت‬ ‫أخــرى تنافســها وتتفــوق عليهــا فــي أحيان‬ ‫َّ‬ ‫أخــرى، مثــل الديــن والسياســية، فصناعــة‬ ‫الشــائعة التــي تمــس دينــا مــا تكــون‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أيســر وأقــرب للتصد