aldoha magazine N 75 | Page 36

‫عمرو جاد‬ ‫«أوباما مسلم يخفي حقيقة ديانته. آبل تطرح تليفونا شفافا قابل للطي.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مبــارك مــات مرة ثانيــة اليوم».. إذا كنــت واحدًا من الذين ســمعوا إحدى‬ ‫هذه الشــائعات فصدقوها فال تفرط كثيرًا في لوم نفســك على ابتالع هذه‬ ‫ّ‬ ‫األخبــار بســهولة، ربما تتحمل جــزءًا من المســئولية، لكن الجــزء األكبر‬ ‫َّ‬ ‫تتحملــه اآلليات المختلفة التي أقنعتك بــأن تلك االختالقات، هي حقائق‬ ‫ّ‬ ‫دامغــة ال تقبل الشــك، لبعض الوقت ســتنخدع بأخبار مثــل هذه لكن بعد‬ ‫ً‬ ‫َّم كيف تأخذ الخبر أوال علــى ميزان الدّة والمنطق لتتأكد من‬ ‫ق‬ ‫فترة ســتتعل‬ ‫َّ‬ ‫صحته، وال تترك نفسك فريسة سهلة لصانعي الشائعات.‬ ‫َّ‬ ‫بورصة الوهم‬ ‫يقــول خبيــر اإلعــام الراحــل الدكتــور‬ ‫محمــد منيــر حجــاب فــي كتابــه «الشــائعات‬ ‫وطــرق مواجهتهــا»: «إذا كانــت الشــائعات‬ ‫فــي جــزء قليــل منهــا نشــاط تلقائــي يقــوم‬ ‫بــه أفــراد بطريقــة عفويــة، فإنهــا فــي‬ ‫األغلــب األعــم وفــي الظــرف الراهــن نشــاط‬ ‫مخطــط ومدبــر ومرســوم ومســتمر يقــوم‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫بــه خبــراء وأخصائيــون ينتســبون إلــى‬ ‫مؤسســات أو شــركات أو منظمــات أو‬ ‫ّ‬ ‫هيئــات أو دول».‬ ‫طرائــق صنــع الشــائعة، ال تكــون‬ ‫دائمــا عفويــة أو بدفــاع غريــزي كــردة‬ ‫ً‬ ‫َ َّ‬ ‫فعــل عشــوائية علــى خطــر مــا، إنمــا فــي‬ ‫أحاييــن كثيــرة تكــون ســاحا تــم صنعــه‬ ‫ً َ َّ‬ ‫والتخطيــط لــه وتحديــد أهدافــه بشــكل‬ ‫مســبق، فعلــى ســبيل المثــال قــد ال تكــون‬ ‫حقيقــة مــرض مــا بالخطــورة التــي تــم‬ ‫َ َّ‬ ‫الترويــج لهــا لمجــرد أن دواء جديــدًا فــي‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫الطريــق ســتمهد لــه الشــائعة الطريــق‬ ‫ِّ‬ ‫ليحصــد مبيعــات أكثــر، نتذكــر جميعــا‬ ‫ً‬ ‫كيــف هــي األســاطير التــي نســجت حــول‬ ‫األنــواع الجديــدة مــن األنفلونــزا، حتــى‬ ‫انتابــت العالــم موجــة مــن الهلــع كان‬ ‫الفائــز األكبــر فيهــا هــي شــركات الــدواء‬ ‫63‬ ‫التــي فاقــت المبيعــات ُّعاتهــا حينمــا‬ ‫توق‬ ‫كانــت تحســب نصيبهــا مــن وراء حالــة‬ ‫الجنــون هــذه.‬ ‫وقــد فطــن أعضــاء نــادي المليونيــرات‬ ‫الجــدد «‪ »tycoon‬إلــى خطــورة الشــائعات‬ ‫وأهميتهمــا فــي الوقــت نفســه، فاســتغلوها‬ ‫ّ‬ ‫ّّ‬ ‫لترويــج بضاعتهــم والتوســع فــي‬ ‫ُّ‬ ‫اســتثماراتهم، كمــا أســهمت ســيطرتهم‬ ‫وعالقاتهــم بوســائط إعالميــة كبــرى فــي‬ ‫التحكــم بســوق األســهم بالبورصــات‬ ‫ُّ‬ ‫صعــودًا وهبوطــ ً، ولعلنــا نذكــر‬ ‫ا‬ ‫قبــل عاميــن، حيــن خســرت األســواق‬ ‫األوروبيــة مــا يقــرب مــن 4 تريليونــات‬ ‫يــورو «التريليــون = 0001مليــار»، جــراء‬ ‫شــائعات حــول اقتــراب إيطاليــا وإســبانيا‬ ‫