aldoha magazine N 75 | Page 136
تشكيل
ثالثة شهور وزيادة أمضاها يونس الخراز في «نحت» تصويري متواصل
َّ
ألوجهــه القديمــة المتجددة فــي محترفه الواقــع بقرية الحومــر المجاورة
ِّ
ُ ََ
لمدينة أصيلة.
هــو ليــس محــض محترف، إنــه منزل أنيــق جميل في قلــب طبيعة فاتنة
َ ْ َ ُ ََ
خلبة أبدع في تصميمه المهندس المعماري عبد الواحد منتصر. وقد اتخذه
ّ
ّ
يونس مقرًا شــبه نهائي إلقامته منذ أكثر من ســنتين. بيت الســكينة هو،
ُ
ّ
َْ ِ
أضحــى موطــن الخلوة، منجم االســترواحات، األفــكار والتأمالت. زرته
ُ
ُ
ُّ
َ
ِ
هناك مرات عديدة في مناسبات متباينة لقراءة ومراقبة الوالدات العسيرة
َّ
َّ ِ
لوجوهه العصية على القراءة.
املهدي أخريف
يونس الخراز*
َّ
الوجه اليونسقلييس
ُ
لقد وجدته حريصا أشد الحرص ليس
ً ّ
َْ َ
علــى العمــل بإصــرار يومــي متواصــل
وحســب، وإّمــا علــى التأمــل والتعّــم
َل
ن
ُّ
المستمرين اليوميين من مشاهد الشروق
ّ
ُ َّ ِ ِ
ِ
والغــروب مع ـا بمــا يقدمانــه مــن هبــات
ً
َ
ِّيها في
تشــكيلية أعــد يونس ِّيهــا وتمل
لتلق
َّ
كل لحظــة نظــرة نظارة متجـددة جديدة.
ً ّ ً
ّ
أعــرف جيدًا أن الوجــه الواحد المتعدد
ّ َّ
َّ
أضحى الشغل التشكيلي الشاغل ليونس
ّ
َ
َّ
منــذ أكثــر مــن عقــد مــن الزمــن، أي منــذ
َّ
ْ
أعماله المعروضة في كاديس عام 1002
تحــت عنــوان «أقنعــة بــا وجــوه» والتــي
م َّلــت نقلــة فّيــة فاجأت الكثيرين ســواء
ً ن
َث
فــي المغــرب أو في الجارة إســبانيا.
فمــا الــذي أضافــه يونــس بعــد كل
ِّ
«التبديــات» التــي تعاقبــت علــى وجوهه
ْ
علــى مــدى أكثــر مــن عقــد مــن الزمــن؟
في نص ســابق لــي عن هذه «الوجوه
ٍّ
اليونسقليسية» الساكنة المتحولة نفسها
ّ
أكــدت علــى فكــرة المعــاودة المســتمرة
ّ ُ
باعتبارها نوعا من الوسواس التشكيلي
ً
المتسـّط الــذي اســتبد بيونــس فلــم يجــد
ل
ّ
ســبيال إلــى الفــكاك منه.
ً
غيــر أّنــي اليــوم بصــدد «نصوصــه
ن
ُِ
األخيــرة»، أجدنــي َأميــل إلــى االعتقــاد
ْ َ
631
بأنــه ال يعــود وال يعــاود، بــل يســتأنف
ويواصــل، أو باألحــرى يواصــل مــا كان
أســتأنفه فــي كل «محطــة» أو «وقفة» من
ّ
وقفاتــه الســابقة.
مــا كان بــدأه كتماريــن وتنويعــات
علــى الجســد تحول إلــى تيمات تشــكيلية
َّ
تصويريــة مركزيــة مــا فتئــت تتناســل
وتتعـدد وتتمـدد في مختلــف االتجاهات،
ّ
ّ
حتى أصبح األمر أشبه ما يكون بإبحار
ال رجعة فيه في دروب ال