aldoha magazine N 75 | 页面 13

‫أن يتعلــم بـــ «لغــة األم» وعلــى ضــرورة‬ ‫اســتعمال اللغــة العاميــة فــي التدريــس‬ ‫والتعليــم. وفــي المناظــرة التلفزيــة ظــل‬ ‫يتحــدث عــن «التوصيــات» مكــررًا المقولــة‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫نفســها، إلــى جانــب تحميــل اللغــة العربيــة‬ ‫مســؤولية الهــدر المدرســي، وهــو مــا يــرى‬ ‫فيــه العــروي «تعليمــا يصنــع أنصــاف‬ ‫ً‬ ‫المتعلميــن» منبهــا إلــى ضــرورة الحــذر‬ ‫ِّ ً‬ ‫مــن توصيــات بعــض المنظمــات الدوليــة.‬ ‫الباحــث األنتروبولوجــي عبــداهلل حمــودي‬ ‫أشــار بــدوره، علــى هامــش مشــاركته فــي‬ ‫نــدوة «إشــكالية اللغة وبعض انعكاســاتها‬ ‫علــى النظــام التربــوي بالمغــرب»، إلــى‬ ‫أن أطروحــة الذيــن يدافعــون عــن اللغــة‬ ‫«الدارجــة» هــي أطروحــة مجموعــة‬ ‫تعيــش فــي علبــة فرنكفونيــة تعتبــر اللغــة‬ ‫العربيــة لغــة «نخبــة»، ليظــل الســؤال‬ ‫المغيــب نفســه: مــن المســتفيد حقــا مــن‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫إثــارة هــذا الموضــوع بالــذات؟ ولــم جوبــه‬ ‫َ ُ َِ‬ ‫بصمــت مريــب مــن طــرف الدولــة؟ ومــا‬ ‫الــذي يجعــل مــن موظــف ســام فــي عالــم‬ ‫ٍ‬ ‫اإلشــهار والســينما ينتقــل هكــذا فجــأة‬ ‫لالهتمــام بقضايــا التعليــم؟‬ ‫المثيــر فــي كل هــذا هــو حضــور مثقــف‬ ‫َّ‬ ‫أصيــل كالمفكــر عبــداهلل العــروي، الــذي‬ ‫َّــف‬ ‫أعــاد االعتبــار إلــى مصداقيــة المثق‬ ‫وحضــوره الفاعــل فــي القضايــا المصيريــة‬ ‫التــي تهــم المجتمــع، وهــو مــا يؤشــر‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َّفيــن المغاربــة‬ ‫إلــى دعــوة صريحــة للمثق‬ ‫إلعــادة االنخــراط فــي قضايــا مجتمعهــم‬ ‫والخــروج مــن شــرنقة الصمــت والمصالــح‬ ‫الضيقــة.‬ ‫لقــد قدمــت المناظــرة وفــي الكثيــر مــن‬ ‫لحظاتهــا قــدرة المثقــف وفعلــه التنويــري‬ ‫َّ‬ ‫والتأطيــري أيض ـا وقدرتــه علــى الوقــوف‬ ‫ً‬ ‫ضــد المطامــع المغلفــة أيديولوجيــا‬ ‫ً‬ ‫بمعــارك صغيــرة. وهكــذا تبــدو المســألة‬ ‫َّيها العربــي واألمازيغــي‬ ‫اللغويــة بشــق‬ ‫غيــر منفصلــة نهائيــا عــن مشــروع‬ ‫ً‬ ‫أســئلة التحديــث والديموقراطيــة وحقــوق‬ ‫اإلنســان. لكــن مــا ينبغــي اســتخالصه،‬ ‫أن النقــاش الــذي عرفــه المغــرب حــول‬ ‫اللغــة َأشــر إلــى مــرام تهــدد كيــان المغاربــة‬ ‫َّ‬ ‫َ ٍ ِّ‬ ‫بتعددهــم اللغــوي والعرقــي وانفتاحهــم‬ ‫ُّ‬ ‫المتوســطي، واألمازيغــي، والعربــي‬ ‫اإلســامي، واإلفريقــي، وهــي المرامــي‬ ‫التــي تســعى إلــى طمــس هــذه الهويــة‬ ‫ودفعهــا باتجــاه معــارك جانبيــة ســتفضي‬ ‫ال محالــة إلــى التفتيــت.‬ ‫إن تأكيــد المفكــر عبــداهلل العــروي علــى‬ ‫أن اللهجــات المحّيــة غيــر قابلــة للتحــول‬ ‫ُّ‬ ‫لّ‬ ‫إلــى لغــة وطنيــة، يأتــي بحكــم أنهــا‬ ‫تظــل فــي خانــة التعبيــر الشــفوي الــذي‬ ‫تصعــب كتابتــه لــم يمنعــه مــن إبــداء نــوع‬ ‫مــن المرونــة حيــن أشــار إلــى ضــرورة‬ ‫َّــب تعقيــدات‬ ‫اعتمــاد لغــة وســطى تتجن‬ ‫النحــو واإلعــراب والمعجــم القديــم فــي‬ ‫المســتويات الدراســية األوليــة. وإذا كان‬ ‫العــروي قــد التــزم باللياقــة فــي مناظرتــه‬ ‫فــإن عبدالصمــد بلكبيــر (عــن تكتــل الدفــاع‬ ‫ُّ‬ ‫عــن الهويــة الوطنيــة) وصــف دعــوة‬ ‫عيــوش بـــ «رأس الشــر الفرنكفونــي».‬ ‫كال الجانبيــن يتصــور الهويــة‬ ‫َّ‬ ‫ومكوناتهــا الثقافيــة بشــكل مختلــف عــن‬ ‫ِّ‬ ‫اآلخــر؛ لذلــك يتأســس منظــوره للغــة‬ ‫َّ‬ ‫مــن زاويتــه الخاصــة، وهــو مــا جعــل‬ ‫نورالديــن عيــوش يشــير إلــى تحــول‬ ‫ُّ‬ ‫النقــاش حــول لغــة التدريــس إلــى‬ ‫اســتقطاب أيديولوجــي. فــي حيــن اعتبــر‬ ‫مخالفــوه أن الحديــث عــن مســؤولية اللغــة‬ ‫العربيــة عـ